أسماء، وجده أبو بكر، وعمته خديجة، وخالته عائشة، وجدته صفية، والله لأحاسبن له نفسي محاسبة لم أحاسب بها لأبي بكر وعمر.
وقال عمرو بن دينار: ما رأيت مصليا أحسن صلاة من ابن الزبير.
وقال مجاهد: كان ابن الزبير إذا قام في الصلاة كأنه عود، وحدث أن أبا بكر كان كذلك.
وقال ثابت البناني: كنت أمر بابن الزبير وهو يصلي خلف المقام كأنه خشبة منصوبة لا يتحرك.
وقال يوسف بن الماجشون، عن الثقة يسنده قال: قسم ابن الزبير الدهر على ثلاث ليال، فليلة هو قائم حتى الصباح، وليلة هو راكع حتى الصباح، وليلة هو ساجد حتى الصباح.
وقال يزيد بن إبراهيم التستري، عن عبد الله بن سعيد، عن مسلم بن يناق المكي قال: ركع ابن الزبير يوما ركعة، فقرأ بالبقرة وآل عمران والنساء والمائدة، وما رفع رأسه (١).
وقال يزيد بن إبراهيم، عن عمرو بن دينار، قال: كان ابن الزبير يصلي في الحجر والمنجنيق يصيب طرف ثوبه، فما يلتفت إليه.
وقال هشام بن عروة، عن ابن المنكدر، قال: لو رأيت ابن الزبير يصلي كأنه غصن تصفقها الريح، والمنجنيق يقع هاهنا، ويقع هاهنا.
(١) قال المصنف في السير ٣/ ٣٦٩: "وهذا ما بلغ ابنَ الزبير فيه حديث النهي"، يعني النهي عن القراءة في الركوع، وقد أخذ المصنف هذه الحكاية من تاريخ دمشق ٢٨/ ١٧١، والذي في تاريخ دمشق من قول مسلم بن يناق: "فقرأت"، فكأن المصنف أخطأ في فهم هذه الرواية والله أعلم، فحملها على أن ابن الزبير قرأ ذلك في ركوعه، وقد أساء محققو السير صنعًا فتصرفوا في نص المصنف، فأثبتوا: "فقرأنا بالبقرة وآل عمران … وما رفع رأسه" وذكروا أن الذي في الأصل: "فقرأ"، وأن التصويب من تاريخ الإسلام، علمًا أن الذي في النسخ "فقرأ"، والذي اغتروا به هو مما أخطأ القدسي ﵀ في قراءته، فإن الذي أثبتناه "فقرأ" هو في النسخ كذلك، وقد بدا النص في السير مضطربًا، فأثبتوا ما فهموا هم، فظهر تعليق الذهبي كأنه لا مبرر له.