وقال أبو علي النيسابوري: سمعت ابن وهب الدينوري يقول: حضرت أبا زرعة وخراساني يلقي عليه الموضوعات وهو يقول: باطل. والرجل يضحك ويقول: كل ما لا تحفظه تقول باطل. فقلت أنا: يا هذا ما مذهبك؟ قال: حنفي. قال: فقلت: ما أسند أبو حنيفة عن حماد بن أبي سفيان؟ فتحير في الجواب. فقلت: يا أبا زرعة تحفظ عن أبي حنيفة، عن حماد؟ فسرد أحاديث أبي حنيفة، عن حماد، ومر فيها. فقلت للعلج: ألا تستحي تقصد إمام المسلمين بالموضوعات عن الكذابين، وأنت لا تحفظ لإمامك حديثاً قط؟! فأعجب أبا زرعة ذلك وقبلني.
قال ابن عدي: قد قبل الدينوري قوم وصدقوه.
٣٩٠ - عبد الله بن محمد الغيمي، أبو محمد المغربي المالكي الزاهد.
شيخ إمام صوام قوام. عني بكتب أشهب وبالمدونة، وبكتب ابن الماجشون. وأخذ الفقه عن الجلة من أصحاب سحنون.
حمل هو وأبو عبد الله الصدري إلى المهدية سنة ثمان وثلاث مائة، فضربا حتى قتلا لذمهما التشيع، فرضي الله عنهما.
٣٩١ – عبد الله بن محمود، العلامة أبو محمد القيرواني الضرير.
كان من أعلم خلق الله بالنحو واللغة والأخبار والشعر، أخذ عن المهري، وحمدون النعجة. وكان أبرع من حمدون في علم اللسان، وكانت الرحلة إليه من جميع إفريقية، وله عدة تصانيف، وكان يحفظ الكتاب من مرتين.
ورخه القفطي.
٣٩٢ - عبد الكريم بن إبراهيم بن حبان - مختلف في كسر الحاء وفتحها - أبو عبد الله المصري، مولى مراد.