١٥١ – ع: عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن، أبو محمد الأودي الكوفي، أحد الأئمة الأعلام.
مولده سنة عشرين ومائة، وروى عن أبيه، وسهيل بن أبي صالح، وأبي إسحاق الشيباني، وحصين بن عبد الرحمن وهو أقدم شيخ لقيه، وهشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، وابن جريج، وطائفة.
وكان من جلة المقرئين؛ قرأ على الأعمش وعلى نافع، وأقرأ القرآن.
روى عنه مالك مع تقدمه، وابن المبارك، وأحمد، وإسحاق، وابن معين، وابنا أبي شيبة، والحسن بن عرفة، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، وخلق.
وقد أقدمه الرشيد ليوليه قضاء الكوفة، فامتنع.
قال بشر الحافي: ما شرب أحد ماء الفرات فسلم إلا عبد الله بن إدريس.
وقال أحمد بن حنبل: كان نسيج وحده.
وقال يعقوب بن شيبة: كان عابدا فاضلا، كان يسلك في كثير من فتياه ومذاهبه مسلك أهل المدينة، يخالف الكوفيين، وكان بينه وبين مالك صداقة.
ثم قال: وقد قيل: إن جميع ما يرويه مالك في الموطأ بلغني عن علي رضي الله عنه فيرسلها أنه سمعها من ابن إدريس.
قال أبو حاتم الرازي: هو إمام من أئمة المسلمين، حجة.
وقيل: لم يكن بالكوفة أعبد لله منه.
قال الحسن بن عرفة: لم أر بالكوفة أفضل منه.
وروى أبو داود عن إسحاق بن إبراهيم، عن الكسائي قال: قال لي الرشيد: من أقرأ الناس؟ فقلت: عبد الله بن إدريس. قال: ثم من؟ قال: قلت: حسين الجعفي. قال: ثم من؟ قلت: رجل آخر.
وعن حسين العنقزي قال: لما نزل بابن إدريس الموت بكت ابنته، فقال: لا تبكي يا بنية، فقد ختمت القرآن في هذا البيت أربعة آلاف ختمة.
قال ابن عمار: كان ابن إدريس إذا لحن أحد في كلامه لم يحدثه.