وانتهى إليه رئاسة الإقراء في زمانه بالحجاز. ورحل إليه الناس، وطال عمره، وبعد صيته.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت علي بن الحسن الهسنجاني يقول: كان قالون شديد الصمم. فلو رفعت صوتك حتى لا غاية، لا يسمع، فكان ينظر إلى شفتي القارئ فيرد عليه اللحن والخطأ.
وقال عثمان بن خرزاذ الحافظ: حدثنا قالون قال: قال لي نافع: كم تقرأ، اجلس إلى أسطوانة حتى أرسل إليك.
وقال أبو عمرو الداني: عرض أيضا على عيسى بن وردان الحذاء.
روى القراءة عنه: ابناه أحمد وإبراهيم، والحلواني، وأحمد بن صالح، ومحمد بن عبد الحكم القطري، وعثمان بن خرزاد، ثم سمى جماعة.
قلت: توفي قالون سنة عشرين ومائتين، ورخه غير واحد، وعاش نيفا وثمانين سنة.
وغلط من قال: توفي سنة خمسٍ ومائتين غلطا بينا.
٣٣٠ - ع: قبيصة بن عقبة بن محمد بن سفيان بن عقبة، أبو عامر السوائي الكوفي.
عن شعبة، وسفيان، وإسرائيل، وورقاء، وطبقتهم، وعن أكبر منهم كعيسى بن طهمان، وفطر بن خليفة، ومالك بن مغول، ومسعر، وعاصم بن محمد العمري. وعنه البخاري، ومسلم، والأربعة، عن رجلٍ عنه، وعبد بن حميد، ومحمود بن غيلان، ومحمد بن إسحاق الصغاني، وأبو زرعة الرازي، وأحمد بن سليمان الرهاوي، والحارث بن أبي أسامة، وحفص بن عمر سنجة، وخلق.
قال حنبل: قال أبو عبد الله: كان قبيصة كثير الغلط، وكان رجلا صالحا ثقة، لا بأس به. وأي شيء لم يكن عنده، يعني أنه كثير الحديث.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يذكر أبا حذيفة، فقال: قبيصة أثبت منه جدا، يعني في سفيان.