فإن الأمير سيحسن إليك، فقدم بها على طاوس الجند، فأراده على أخذها فأبى، فغفل طاوس، فرمى بها الرجل في كوّة البيت، ثم ذهب، وقال: أخذها، ثم بلغهم عن طاوس شيء يكرهونه، فقال: ابعثوا إليه، فليبعث إلينا بمالنا، فجاءه الرسول، فقال: المال الذي بعث به الأمير، قال: ما قبضت منه شيئاً، فرجع الرسول، وعرفوا أنّه صادقٌ، فبعثوا إليه الرجل الأول، فقال له: المال الذي جئتك به، قال: هل قبضت منك شيئاً؟! قال: لا، قال: فانظر حيث وضعته، فمدّ يده، فإذا بالصّرّة قد بنت عليها العنكبوت، فأخذها.
روى عبد الرزّاق، عن أبيه قال: توفي طاوس بمزدلفة، أو بمنى، فلما حمل أخذ عبد الله بن الحسن بقائمة السرير، فما زايله حتى بلغ القبر.
قال عبد الله بن شوذب: شهدت جنازة طاوس بمكة سنة خمسٍ ومائة.
وقال الواقديّ: والهيثم بن عديّ، ويحيى القطّان وآخرون: توفي سنة ستٍّ ومائة، وقيل: سنة بضع عشرة، وهو غلط.
وقيل: توفي يوم التّروية من ذي الحجّة، وصلى عليه الخليفة هشام، ثم بعد أيام صلّى هشام بالمدينة على سالم بن عبد الله.
وأخباره مستوفاة في التهذيب.
١٠٤ - م ٤: طلق بن حبيب العنزي البصري ّ.
عن: ابن عبّاس، وجابر بن عبد الله، وأنس، وابن الزّبير، والأحنف بن قيس. وعنه: منصور، والأعمش، وسليمان التّيمي، وعوف الأعرابيّ، ومصعب بن شيبة، وجماعة.
وكان صالحاً عابداً شديد البرّ بأمه، طيّب الصّوت بالقرآن، فعن طاوس قال: ما رأيت أحداً أحسن صوتاً منه، وكان ممّن يخشى الله.