الكَثرة، حدّث بمكة، ودمشق والقدس، وصنّف في الفقه والحديث عدة مصنفات، وسمعنا منه.
وقال الشهاب القوصي في معجمه: كان شيخنا فخر الدين كثير البكاء سريع الدموع، كثير الورع والخشوع، وافر التواضع، عظيم الخضوع، كثير التهجّد، قليل الهُجوع، مبرّزاً في علمي الأصول والفروع. جُمعت له العلوم والزهادة. وعليه تفقّهت، وأحرزتُ الإفادة، لازم القطب النيسابوري حتى بَرَع، قرأت عليه من حفظي كتاب الخلاصة للغزالي. وسمعت منه الأربعين البلدية لعمّه، ودُفن جوار تربة شيخه القُطب.
وروى عنه: الزكي البِرزالي، والضياء المقدسي، والتاج عبد الوهّاب ابن زَيْن الأمناء، والزين خالد، والكمال العَديمي، وسمعنا بإجازته على عمر ابن القوّاس، وتفقّه عليه جماعة منهم الشيخ عز الدين ابن عبد السلام.
٦٨٠ - عبد الرحمن بن مُقبِل، عفيف الدين المصري الشرابي.
حدث عن أبي طاهر السلفي. روى عنه الزكي المنذري، وغيره. ومات في ذي الحجة.
٦٨١ - عبد الرحمن اليَمَني الزاهد، نزيل دمشق.
ذكره أبو شامة فقال: المقيم بالمنارة الشرقية بالجامع، وكان قوّالاً بالحق، عابداً، ولما خرج الفرنج حضر هو والشيخ فخر الدين ابن عساكر، والشيخ جمال الدين ابن الحصيري، إلى الملك العادل وأنكروا عليه عدَم حِفظ الثغور، وكان هو أشدّهم كلاماً له، توفي في المحرم.
٦٨٢ - عبد السلام بن المبارك بن أبي الغنائم عبد الجبار بن محمد بن عبد السلام، أبو سعد ابن البَرْدَغولي، البغدادي العَتّابي.
شيخٌ صالحٌ متيقظ، عالي الرواية، ولد سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة، وحدّث هو، وأبوه، وعمّه الحسن، وهم من محلّة العتّابيين ببغداد.
سمع من: واثق بن تمام الهاشمي، وأحمد ابن الطَّلاية، وعبد الخالق اليوسفي، وابن البطّي.