فيها توفي: عبد الله بن عامر بن ربيعة، وعمرو بن حريث، وعمرو بن سلمة الجرمي، وواثلة بن الأسقع، توفي فيها أو في التي تليها، وفيها وعمرو بن سلمة الهمداني، ويسير بن عمرو بن جابر، وعبد العزيز بن مروان.
وفيها، على ما ورخ ابن جرير الطبري هلاك ابن الأشعث، قال: فتتابعت كتب الحجاج إلى رتبيل أن ابعث إلي بابن الأشعث، وإلا فوالله لأوطئن أرضك ألف ألف مقاتل، ووعده بأن يطلق له خراج بلاده سبع سنين، فأسلمه إلى أصحاب الحجاج، فقيل: إنه رمى بنفسه من علٍ فهلك.
وقال أبو مخنف: حدثني سليمان بن أبي راشد، أنه سمع مليكة بنت يزيد تقول: والله ما مات عبد الرحمن إلا ورأسه في حجري على فخذي، تعني من جرح به، فلما مات حز رأسه رتبيل وبعث به إلى الحجاج.
قلت: هذا قول شاذ، وأبو مخنف كذاب.
قيل: إن الحجاج قال لدهاقين العراق: كم كان عمر يجبي سواد العراق؟ قالوا: مائة ألف ألف درهم، وعشرون ألف ألف. قال: فكم جباه زياد؟ قالوا: ثمانين ألف ألف. قال: فكم نجبيه نحن اليوم؟ قال: ستين ألف ألف.
وفيها غزا محمد بن مروان أرمينية، فأقام بها سنة، وولى عليها عبد العزيز بن حاتم بن النعمان الباهلي، فبنى مدينة أردبيل ومدينة برذعة.
وفيها قال ابن الكلبي: بعث عبد الله بن عبد الملك بن مروان وهو مقيم بالمصيصة يزيد بن حنين في جيشٍ، فلقيته الروم في جمعٍ كبير، فأصيب الناس، وقتل ميمون الجرجماني في نحو ألف نفسٍ من أهل أنطاكية، وكان ميمون أمير أنطاكية من موالي بني أمية، مشهورٌ بالفروسية، وتألم غاية الألم لمصابهم.