للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أراد أن يقرأ في المصحف رد الله عليه بصره.

قال ابن أبي الحواري: جاء جماعة إلى أبي معاوية الأسود، فقالوا: ادع لنا. فقال: اللهم ارحمني بهم ولا تحرمهم بي.

عبد الرحمن بن عفان: سمعت أبا معاوية الأسود يقول: من كانت الدنيا همه طال في القيامة غمه، ومن خاف الوعيد لهى من الدنيا عما يريد، إن كنت تريد لنفسك الجزيل فلا تنم بالليل ولا تقيل، بادر بادر قبل أن ينزل بك ما تحاذر، أوه من يوم يتغير فيه لوني ويتلجلج فيه لساني ويقل فيه زادي.

٣٨٠ - أبو نواس الشاعر.

هو شاعر العصر، أبو علي الحسن بن هانئ، وقيل: الحسن بن وهب الحكمي.

مولده بالأهواز، ونشأ بالبصرة. وسمع من حماد بن زيد، وعبد الواحد بن زياد. وعرض القرآن على يعقوب الحضرمي. وأخذ اللغة عن أبي زيد الأنصاري، وأبي عبيدة. ثم سكن بغداد، ومدح الخلفاء، والوزراء.

وكان رأسا في اللغة، وشعره في الذروة، قال شيخه أبو عبيدة: أبو نواس للمحدثين مثل امرئ القيس للمتقدمين.

وعن محمد بن مسعر قال: كنا عند سفيان بن عيينة، فتذاكروا شعر أبي نواس، فقال ابن عيينة: أنشدوني له، فأنشدوه:

ما هوى إلا له سبب … يبتدي منه وينشعب

فتنت قلبي محجبة … وجهها بالحسن منتقب

تركت والحسن تأخذه … تنتقي منه وتنتخب

فاكتست منه طرائفه … واستزادت بعض ما تهب

فقال ابن عيينة: آمنت بالذي خلقها.

ولقب أبو نواس بهذا لذؤابتين كانتا تنوس على عاتقيه؛ أي تضطرب، وهو من موالي الجراح بن عبد الله الحكمي الأمير.

ومن شعره قوله:

خل جنبيك لرامي … وامض عنه بسلام

مت بداء الصمت خيـ … ـر لك من داء الكلام

إنما العاقل من … ألجم فاه بلجام

<<  <  ج: ص:  >  >>