يكد يبقى في الطريق ما يرجم به، وكان هناك كلبٌ ميت، فتراجموا به، وصار من ذلك فتنة كبيرة، لولا قربها من باب النوبي لهلك فيها جماعة، فاتفق جواز موفق الملك عثمان عميد بغداد، فهرب معظم أصحابه من حوله، وصار قصارى أمره أن ألقى نفسه عن فرسه، ودخل إلى بعض الدكاكين، وأغلق الباب، ووقف من تخلف معه على الباب، حتى انقضت الفتنة، ثم ركب طائر العقل إلى دار المملكة، ودخل إلى السلطان مسعود، فحكى له الحال، فتقدم السلطان إلى الأمير قيماز بالقبض على أبي الفتوح، وحمله إلى همذان، وتسليمه من همذان إلى الأمير عباس ليحمله إلى إسفرايين، ويشهد عليه أنه متى خرج منها فقد أطاح دم نفسه.
٣٩٧ - محمد بن القاسم بن المظفر بن علي ابن الشهرزوري، ثم الموصلي، أبو بكر.
شيخ مسن، كبير القدر، فاضل، محترم، أكثر الأسفار في شبيبته، ورأى الأئمة.
وجال في خراسان، وولي القضاء بعدة أماكن من بلاد الجزيرة، والشام، وكان يلقب بقاضي الخافقين، تفقه ببغداد على أبي إسحاق، وسمع منه، ومن: أبي القاسم الأنماطي، وأبي نصر الزينبي، وبنيسابور من: أبي بكر بن خلف، وغيره، وحدث ببغداد، والموصل، وولد بإربل في سنة ثلاثٍ وخمسين وأربعمائة، روى عنه: ابن السمعاني، وابن عساكر، وعمر بن طبرزد، وجماعة.
قال ابن عساكر: قدم دمشق مرارًا، أحدها رسولًا من المسترشد لأخذ البيعة، أخبرنا أبو بكر بن أبي أحمد سنة اثنتي عشرة وخمسمائة بدمشق، قال: أخبرنا عثمان المحمي، فذكر حديثًا.
توفي ببغداد في جمادى الآخرة.
وقال علي بن يحيى ابن الطراح: مات في ثاني ربيع الأول.
٣٩٨ - محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن حسين، أبو نصر الأصبهاني، الصائغ، المؤذن.