٦١ - علي بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن منصور بن مؤمل، المحدث العالم ضياء الدّين أبو الحسن ابن البالسي المعدل الخطيب.
ولد سنة خمسٍ وستمائة بدمشق، وأسمع من: حمزة بن أبي لقمة، وأبي محمد ابن البنّ وغيرهما، وأجاز له التاج الكندي، وغيره، وطلب الحديث، وسمع من: زين الأمناء، وأبي القاسم بن صصرى، وابن الزبيدي، ومكرم، وخلق بعدهم، وحج سنة ثمان وعشرين فسمع بمكة من أبي الحسن القطيعي، وأبي علي الحسن ابن الزبيدي، ونسخ بخطة المنسوب الكثير، وعني بالطلب وحرص وأسمع أولاده شيوخنا، وارتزق بالشهادة وتميز فيها.
روى لنا عنه ولده أبو المعالي، وروى عنه الدّمياطيّ في معجمه.
وذهب هو وابنه إلى مصر في شهادةٍ فأدركه أجله في رابع صفر بالقاهرة.
٦٢ - عمر، الملك المغيث فتح الدّين ابن السلطان الملك العادل سيف الدّين أبي بكر ابن السلطان الملك الكامل محمد ابن العادل.
تملك الكرك مدةً، قُتل أبوه وهذا صغير، فأنزل إلى عمة أبيه فنشأ عندها، ولما مات عمه الملك الصالح أيوب أراد شيخ الشيوخ ابن حمويه أن يسلطنه فلم يتم ذلك، ثم حبس بقلعة الجبل، ثم نقله ابن عمه الملك المعظم لما قدم فبعث به إلى الشوبك فاعتقل بها، وكان الملك الصالح نجم الدّين أيوب لما أخذ الكرك من أولاد الناصر داود استناب عليها وعلى الشوبك الطواشي بدر الدّين بدر الصوابي، فلما بلغ الصوابي قتل المعظم ابن الصالح أخرج الملك المغيث من قلعة الشوبك وسلطنه بالكرك والشوبك، وصار أتابكه.
وكان المغيث ملكاً كريماً، جواداً، شجاعاً، محسن السيرة في الرعية، غير أنه كان ما له حزم ولا حسن تدبير، ضيع الأموال والذخائر التي كانت بالكرك من ذخائر الملك الصالح، فلما قل ما عنده ألجأته الضرورة إلى الخروج من الكرك، وذلك لأن الملك الظاهر نزل على غزة في ربيع الآخر سنة إحدى وستين وهو على قصد الكرك، فنزلت إليه والدة المغيث فأكرمها،