يستشهدون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السّمن. رواه مسلم.
والأحاديث الصحيحة والضعيفة في إخباره بما يكون بعده كثيرة إلى الغاية، اقتصرنا على هذا القدر منها، ومن لم يجعل الله نورا فما له من نور، نسأل الله - تعالى - أن يكتب الإيمان في قلوبنا، وأن يؤيّدنا بروح منه.
باب جامع من دلائل النّبوّة
قال سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس قال: كان منّا رجل من بني النّجّار قد قرأ البقرة، وآل عمران، وكان يكتب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فانطلق هاربا حتى لحق بأهل الكتاب، قال: فرفعوه: قالوا: هذا كان يكتب لمحمد، فأعجبوا به، فما لبث أن قصم الله عنقه فيهم، فحفروا له فواروه، فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها، ثم عادوا فحفروا له فواروه، فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها، فتركوه منبوذا. رواه مسلم.
وقال عبد الوارث، عن عبد العزيز، عن أنس قال: كان رجل نصرانيّ فأسلم، وقرأ البقرة وآل عمران، فكان يكتب للنّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فعاد نصرانيّا، وكان يقول: ما أرى يحسن محمد إلاّ ما كنت أكتب له. فأماته الله، فأقبروه، فأصبح وقد لفظته الأرض، قالوا: هذا عمل محمد وأصحابه، قال: فحفروا له فأعمقوا، فأصبح وقد لفظته الأرض. فقالوا: عمل محمد وأصحابه، قال: فحفروا وأعمقوا ما استطاعوا، فأصبح وقد لفظته الأرض، فعلموا أنّه من الله - عز وجل -. أخرجه البخاري.