كان بارعاً في الأصول والتَّفسير. سمع بدمشق وغيرها، وحدَّث عن أبي الحسين بن مكي، وفضل الله بن أحمد الميهني، وعبد الغافر بن محمد الفارسي، وجماعة. وشرح كتاب الإرشاد لشيخه، وخدَمَ أبا القاسم القشيري مدة. وكان صالحاً، زاهداً، إماماً، عارفاً من أفراد الأئمة.
توفي في جمادى الآخرة، وقد سمع بمكة من كريمة المروزية، وهو من كبار المصنِّفين في علم الكلام، وهو مشهور بأبي القاسم الأنصاري.
قال ابن السَّمعاني: أجاز لي مروياته. وسمعت محمد بن أحمد النُّوقاني يقول: سمعت أبا القاسم الأنصاري يقول: كنت في البادية فأنشدت: سرى بخبط الظَّلماء واللَّيل عاسفٌ حبيب بأوقات الزِّيارة عارف فما راعني إلا السلام عليكم أأدخل قلت ادخل ولم أنت واقف فجاء بدوي وجعل يطرب، ويستعيدني.
أرخه عبد الغافر، وقال ناصر ولده: مات سنة إحدى عشرة.
* شمس الأئمة.
اسمه بكر، مر.
٥٨ - طلحة بن أحمد بن طلحة بن أحمد بن الحسن بن سليمان بن الحارث، أبو البركات الكندي العاقولي.
ولد بدير العاقول، وهي على خمسة عشر فرسخا من بغداد، ودخل بغداد سنة ثمان وأربعين. واشتغل بالعلم، وقرأ على القاضي أبي يعلى كتاب الخصال. وسمع منه، ومن: أبي محمد الجوهري، وأبي الحسين بن حسنون النرسي، وجماعة.
روى عنه: هبة الله الصائن، ومحمد بن أبي القاسم بن حمزة الساوي، وابن ناصر، وغيرهم. وكان من الصالحين والأئمة. توفي في شعبان ببغداد، وله ثمانون سنة.