بعده فصلى عليه الديباج، ثم مات الديباج فقطع رأسه وأرسل مع جماعة من الشيعة ليطوفوا به بخراسان ويحلفوا أن هذا رأس محمد بن عبد الله بن فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوهمون الناس أنه رأس محمد بن عبد الله بن حسن الذي كانوا يجدون في الكتب خروجه فيما زعموا على أبي جعفر.
وقيل: لما أتي بهم المنصور نظر إلى محمد بن إبراهيم بن حسن فقال: أنت الديباج الأصفر؟ قال: نعم. قال: أما والله لأقتلنك قتلة ما قتلها أحد من أهل بيتك، ثم أمر بأسطوانة فنقرت، ثم أدخل فيها، ثم شد عليه وهو حي، وكان محمد من أحسن الناس صورة.
وقيل: إن المنصور قتل محمد بن عبد الله الديباج، وجاء من غير وجه أنه قتله، فالله أعلم.
وروي عن موسى بن عبد الله بن حسن. قال: ما كنا نعرف في الحبس أوقات الصلاة إلا بأجزاء كان يقرؤها علي بن الحسن.
وقيل: إن المنصور أمر بقتل عبد الله بن حسن سراً.
وقال ابن عائشة: سمعت مولى لبني دارم قال: قلت لبشير الرحال: ما تسرعك إلى الخروج على هذا الرجل؟ قال: إنه أرسل إلي بعد أخذه عبد الله بن حسن، فأتيته، فأمرني بدخول بيت فدخلته فإذا بعبد الله بن حسن مقتولاً، فسقطت مغشياً علي، فلما أفقت أعطيت الله عهداً أن لا يختلف في أمره سيفان إلا وكنت عليه، ثم قلت للرسول الذي معي من قبله: لا تخبره بما أصابني فيقتلني.
ويقال: إن المنصور سقى السم غير واحد منهم.
سنة خمس وأربعين ومائة.
توفي فيها محمد بن عبد الله بن حسن، وأخوه إبراهيم قتلاً، والأجلح الكندي، وإسماعيل بن أبي خالد، وإسماعيل بن عبد الله بن جعفر، وأنيس بن أبي يحيى الأسلمي، وحبيب بن الشهيد، وحجاج بن أرطاة، والحسن بن ثوبان، والحسن بن الحسن بن الحسن في سجن المنصور، ورؤبة بن