للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٨١ - هشام بن أحمد بن سعيد. أبو الوليد القرطبي، المعروف بابن العواد.

تلميذ أبي جعفر أحمد بن رزق، وأخذ أيضًا عن: أبي مروان بن سراج، ومحمد بن فرج الفقيه، وأبي علي الغساني. وكان من جلة الأئمة وأعيان المفتين بقرطبة، مقدمًا في الرأي والمذهب على جميع أصحابه، ذا دين وورع، وانقباض عن الدولة، وإقبال على نشر العلم وبثه، واسع الخلق، حسن اللقاء، محببًا إلى الناس، حليمًا متواضعًا. دعي إلى القضاء فامتنع. تفقه به خلق كثير نفعهم الله به.

توفي في صفر، وشيعه عالم كثير، ومتولي قرطبة. مولده في سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة، وعاش سبعًا وخمسين سنة، رحمه الله، ورضي عنه.

٢٨٢ - يحيى ابن السلطان تميم بن المعز بن باديس. الملك أبو طاهر الحميري، الصنهاجي صاحب إفريقية وبلادها.

تسلطن بعد أبيه، وخلع على الأمراء، ونشر العدل، وافتتح قلاعًا لم يتمكن أبوه من فتحها. وكان كثير المطالعة لكتب الأخبار والسير، شفوقًا على الرعية والفقراء، مقربًا للعلماء، جوادًا، ممدحًا.

وفيه يقول أبو الصلت أمية بن عبد العزيز بن أبي الصلت: وارغب بنفسك إلا عن ندى ووغى فالمجد أجمع بين البأس والجود كدأب يحيى الذي أحيت مواهبه ميت الرجاء بإنجاز المواعيد معطي الصوارم والهيف النواعم والـ ـجرد الصلادم والبزل الجلاميد إذا بدا بسرير الملك محتبيًا رأيت يوسف في محراب داود توفي يحيى يوم الأضحى فجاءة في أثناء النهار، وخلف ثلاثين ولدًا ذكرًا، وقام بالملك بعده ابنه علي، فبقي ست سنين ومات، فأقاموا في المملكة ابنه الحسن ابن علي، وهو صبي ابن ثلاث عشرة سنة، فامتدت دولته إلى أن أخذت الفرنج أطرابلس المغرب بالسيف، وقتلوا أهلها في سنة إحدى وأربعين وخمسمائة، فخاف الحسن وخرج هاربًا من المهدية هو وأكثر أهلها،

<<  <  ج: ص:  >  >>