للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أوصيت من برة قلباً حراً … بالكلب خيراً والحماة شرا

لا تسأمي خنقاً لها وجرا … حتى ترى حلو الحياة مرا (١)

ومن شعره:

لقد علمت عرسي فلانةٌ أنني … طويل سنا ناري بعيدٌ خمودها

إذا حل ضيفي بالفلاة فلم أجد … سوى منبت الأطناب شب وقودها.

وله:

والمرء كالحالم في المنام … يقول إني مدركٌ أمامي

في قابلٍ ما فاتني في العام … والمرء يدنيه من الحمام

مر الليالي السود والأيام … إن الفتى يصح للأسقام

كالغرض المنصوب للسهام … أخطأ رامٍ وأصاب رامٍ.

حكى الزبير بن بكار قال: قال هشام للشعراء: صفوا لي إبلاً، قال أبو النجم: فذهب بي الروي إلى أن قلت:

وصارت الشمس كعين الأحول

فغضب هشام - وكان أحول - فقال: أخرجوا هذا، ثم بعد مدة أدخلت عليه، فقال: ألك أهلٌ؟ قلت: نعم، وابنتان. قال: هل زوجتهما؟ قلت: إحداهما، قال: فما أوصيتها؟ قلت:

أوصيت من برة قلباً حراً … بالكلب خيراً والحماة شرا

لا تسأمي خنقاً لها وجرا … والحي عميهم بشرٍ طرا

وإن حبوك ذهباً ودرا … حتى يروا حلو الحياة مرا.

فضحك هشام حتى استلقى وقال: ما هذه وصية يعقوب بنيه! قلت: يا أمير المؤمنين، ولا أنا مثل يعقوب ، قال: فما زدتها؟ قلت:

سبي الحماة وابهتي عليها … وإن دنت فازدلفي إليها

واقرعي بالفهر (٢) مرفقيها … وظاهري اليد به عليها

لا تخبري الدهر به ابنتيها.


(١) ينظر الأغاني ١٠/ ١٥٦.
(٢) الفهر: الحجر يملأ الكف.