للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أبو بكر الخطيب (١): قد كان ابن صاعد ذا محل من العلم، وله تصانيف في السنن والأحكام، ولعله لم يجب المرأة ورعًا، فإن المسألة فيها خلاف.

توفي في ذي القعدة.

قلت: وله كلام متين في الجرح والتعديل والعلل، يدل على تبحره وسعة علمه، وحديثه عند ابن اللتي في غاية العلو، وقد أنبأنا المسلم بن محمد، عن القاسم بن علي قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا علي بن أحمد، قال: أخبرنا ابن الأبنوسي، قال: أخبرنا عيسى ابن الوزير قال: أخبرنا البغوي قال: حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد رجل من أصحابنا ثقة، قال: حدثنا الحسن بن مدرك قال: حدثنا يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن داود بن عبد الله الأودي، عن حميد بن عبد الرحمن قال: دخلت على أسير، رجل من أصحاب رسول الله ، فقال: قال رسول الله : «لا يأتيك من الحياء إلا خير» (٢).

وقد حدث ابن صاعد مرة بحديث استغربوه، قال ابن المظفر: ثم وجدناه عند حسين الصفار، فجئت ابن صاعد أعدو أبشره، فقال: يا صبي، أنا أحتاج إلى متابعة الصفار؟ فخجلت وقمت.

وقال أبو علي النيسابوري الحافظ: سمعت ابن صاعد يقول: كنت أسمع مشايخنا يتجنبون أحاديث الضعفاء وأصحاب الأهواء، ويقولون: إنا إذا أجلسنا الأخيار مجالس الصيادلة، وجلسنا مجالس النقاد، ودللنا على موضع الثقة والاعتماد، وهجرنا المغموز ودللنا على عواره، وكشفنا عن قناعه، كنا في ذلك كمن قمع المبتدعة وأحيى السنة.


(١) تاريخه ١٦/ ٣٤٣ و ٣٤٤.
(٢) حديث صحيح. أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٧/ ٦٧، والبخاري في تاريخه الكبير ٨/ ٤٢٢. والخطيب في تاريخه ٦/ ٥٠٨، وغيرهم.