بلهَنيّة، ثم وقعت كدورات، منها الإحنة التي وقعت بينه وبين قطب الدين قايماز.
قلت: قد ذكرتها في مكانها.
وعزل ثم أُعيد إلى الوزارة. وخرج من بيته حاجًّا في رابع ذي القعدة، فضربه واحد من الباطنيّة أربع ضربات على باب قطُفتا، فحمل إلى دار هناك، فلم يتكلّم، إلاّ أنّه كان يقول: الله، الله. وقال: ادفنوني عند أبي. ثم مات بعد الظّهر، رحمه الله تعالى.
٩٠ - محمد بن عبد الله بن الحسين بن السَّكن، أبو سعد ابن المعوَجّ.
ولّي حجابة باب النّوبيّ في سنة إحدى وسبعين، وجرح مع الوزير أبي الفرج المذكور جراحات منكرة، ومات ليلتئذٍ.
٩١ - محمد بن محمد بن هبة الله بن أحمد بن منصور، أبو الثناء ابن الزّيتوني، الواعظ، المجهز، سبط ابن الواثق.
ولد سنة اثنتين وخمسمائة ببغداد وسمع هبة الله بن الحصين، وأبا بكر الأنصاريّ. وبنيسابور من محمد بن الفضل الفراويّ، وعبد الجبّار الخواريّ، وأبي سعيد محمد بن أحمد بن محمد بن صاعد، وزاهر بن طاهر، وعبد الغافر بن إسماعيل. وبهراة: تميم بن أبي سعيد الجرجانيّ.
ولزم مسجدًا في آخر عمره يعظ فيه، ويروي الحديث. وسمع منه خلق، وحدّث بكتاب أسباب النّزول للواحديّ. روى عنه أبو طالب بن عبد السميع، وأبو محمد بن قدامة، والبهاء عبد الرحمن، وطائفة.
قال ابن قدامة: كان شيخ جماعة، له أصحاب. حدّثني الشهاب الهمذانيّ أنّه رجل صالح له كرامات.
وقال ابن النجّار: لزم مسجده منعكفًا على الإقراء والتحديث والوعظ ونفع الناس. وكان مشهورًا بالصلاح والزّهد والعبادة والتّقى، وكان الناس يتبرّكون به ويستشفون بدعائه، وكان له صيت عظيم عند الخاصّ والعام؛ كان