توفي فيها جرهد الأسلمي، والحسين بن علي رضي الله عنهما، وحمزة بن عمرو الأسلمي، وأم سلمة أم المؤمنين، وجابر بن عتيك بن قيس الأنصاري، وخالد بن عرفطة، وعثمان بن زياد بن أبيه أخو عبيد الله، توفي شابا وله ثلاث وثلاثون سنة، وهمام بن الحارث، وهو مخضرم.
[مقتل الحسين]
واستشهد مع الحسين ستة عشر رجلا من أهل بيته. وكان من قصته أنه توجه من مكة طالبا الكوفة ليلي الخلافة، فروى ذلك ابن سعد الكاتب من وجوه متعددة، ثم قال بعد أن سرد عدة أسطر أسانيد: وغير هؤلاء حدثني في هذا الحديث بطائفة، فكتبت جوامع حديثهم في مقتل الحسين رضي الله عنه، قالوا: لما أخذ البيعة معاوية لابنه يزيد، كان الحسين ممن لم يبايع، وكان أهل الكوفة يكتبون إلى الحسين يدعونه إلى الخروج إليهم زمن معاوية، وهو يأبى، فقدم منهم قوم إلى محمد ابن الحنفية، فطلبوا إليه أن يخرج معهم، فأبى، وجاء إلى الحسين، فأخبره بما عرضوا عليه، وقال: إن القوم إنما يريدون أن يأكلوا بنا ويشيطوا دماءنا، فأقام الحسين على ما هو عليه مهموما، يجمع الإقامة مرة، ويريد أن يسير إليهم مرة، فجاءه أبو سعيد الخدري فقال: يا أبا عبد الله إني لك ناصح ومشفق، وقد بلغني أن قوما من شيعتكم كاتبوك، فلا تخرج فإني سمعت أباك بالكوفة يقول: والله إني لقد مللتهم، وأبغضوني وملوني، وما بلوت منهم وفاء، ومن