للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القائلات إذا خشين فضيحة … جهد المقالة ليتنا لم نولد

ما تستطيع، وما لها من حيلة … إلا التستر من أخيها باليد

وله:

كل عيش قد أراه نكدا … غير ركز الرمح في فيء الفرس

وركوبي في ليال في الدجى … أحرس القوم، وقد نام الحرس

أبو إسحاق الطالقاني قال: كنا عند عبد الله فانهد القهندز (١)، فأتي بسنين فوجد، وزن أحدهما منوان، فقال عبد الله:

أتيت بسنين قد رمتا … من الحصن لما أثاروا الدفينا

على وزن منوين إحداهما … تقل به الكف شيئا رزينا

ثلاثون سنا على قدرها … تباركت يا أحسن الخالقينا

فماذا يقوم لأفواهها … وما كان يملأ تلك البطونا

إذا ما تذكرت أجسامهم … تصاغرت النفس حتى تهونا

وكل على ذاك ذاق الردى … فبادوا جميعا فهم هامدونا

ومن طرق، عن ابن المبارك، ويقال بل هي لحميد النحوي:

اغتنم ركعتين زلفى إلى الله … إذا كنت فارغا مستريحا

وإذا ما هممت بالنطق بالباطل … فاجعل مكانه تسبيحا

فاغتنام السكوت أفضل من … خوض، وإن كنت بالكلام فصيحا

عبدان بن عثمان، عن ابن المبارك أنه كان يتمثل:

وكيف تحب أن تدعى حليما … وأنت لكل ما تهوى ركوب

وتضحك دائما ظهرا لبطن … وتذكر ما عملت فلا تتوب

وسمع ابن المبارك وهو ينشد فوق سور طرسوس:

ومن البلاء وللبلاء علامة … أن لا يرى لك عن هواك نزوع

العبد عبد النفس في شهواتها … والحر يشبع مرة ويجوع

قال أحمد بن عبد الله العجلي: حدثني أبي قال (٢): لما احتضر ابن المبارك


(١) جوّده المصنف بخطه بضم القاف والهاء وسكون النون والدال المهملة.
(٢) ثقاته (٩٥٩).