وفيها مات السلطان غياث الدين الغوري، وقبض أخوه السلطان شهاب الدين إلْب غازي على جماعة من خواص أخيه وأتباعه وصادرهم، وبالغ في التنكيل بامرأة أخيه، وأخذ أموالها، وسيّرها إلى الهند على أسوأ حال، وهدم تربتها، ونبش أبويها، ورمى بعظامهم.
وفيها سيّر الملك العادل المنصور علي ابن الملك العزيز، وقيل اسمه محمد، إلى مدينة الرها، وألزمه المقام بها، وكان بدمشق هو وأمّه وإخوته، فخاف العادل من ميل الرعية إليه، وأن يتملّك دمشق فأبعده.
وفيها بعث الخليفة الناصر لدين الله إلى الملك العادل وأولاده بسراويلات الفتوة ومعها الخلع.
وكان الأشرف بحران، ملكه أبوه بها مع الرها وغيرها في عام أول.
وفيها خرج ابن لاون صاحب سيس لحرب البرنس صاحب أنطاكية، وعاث وأفسد.
وقدم عكا خلق من الفرنج وتحركوا، فاهتمّ لهم العادل، ثم ترحّلوا لأجل الغلاء والقحط بعكا، وخافوا لا يقطع العادل عن عكا الميرة.
وفيها سار صاحب حماة الملك المنصور ونزل ببعرين، فقصده الفرنج من حصن الأكراد وطرابلس وغيرها، فالتقوا فهزمهم وقتل وأسر، وذلك في رمضان، ثم لم ينشب أن خرج جمعٌ منهم في أربع مائة فارس وألف ومائتي راجل، فالتقاهم صاحب حماة فكسرهم، وقتل منهم مقتلة عظيمة، وأسر جماعة، وذلك في رمضان أيضا، ومدحه الشعراء.
[سنة ستمائة]
قال سبط ابن الجوزي: فيها سار نور الدين صاحب الموصل إلى تلْعفر، فأخذها وكانت لابن عمّه قطب الدين ابن عماد الدين صاحب سنجار، فاستنجد القطب بالملك الأشرف جاره فجمع جمعًا كثيرًا وساق، فعمل مُصافًّا مع صاحب الموصل فكسره الأشرف، وأسر جماعة من أمرائه،