للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجه جبريل فقال رسول الله يا إسرافيل، هل نَقَصَ مما عنده شيء؟ قال: لا. قال: ما لا ينقص الواهب ما أريده.

وقال (١): دخل يهودي على الشيخ أبي سعيد، فقال: أريد أن أُسْلِم. قال له: لا تُرِدْ. فقال النَّاس: يا شيخ تمنعه الإسلام؟ فقال له: تريد بلا بد؟ قال: نعم. قال: برئت من نفسك ومالك؟ قال: نعم. قال: هذا الإسلام عندي، احملوه إلى الشَّيخ أبي حامد حتى يعلِّمه لألأ المنافقين، يعني: لا إله إلا الله. ثم قال أحمد الغزَّالي: إنَّ الذي يقول: لا إله إلا الله غير مقبول، ظنوا أنَّ لا إله إلا الله منشور ولايته، ذا منشور عَزْله.

قال (٢): وحكى عنه القاضي أبو يعلى ابن الفرَّاء، يعني الصغير، أنه صعد يومًا، فقال: يا معشر المسلمين، كنت دائمًا أدعو إلى الله، وأنا اليوم أحذركم منه، والله ما شُدَّت الزَّنانير إلا من حُبَّه، ولا أُدِّيت الجزية إلا في عشقه.

وقال محمد بن طاهر المقدسي: كان أحمد الغزَّالي آية في الكذب، يتوصل إلى الدُّنيا بالوعظ، سمعته بهمذان يقول: رأيت إبليس في وسط هذا الرِّباط يسجد لي. قال ابن طاهر: فقلت: ويحك إنَّ الله أمره بالسجود لآدم فأبى، فقال: والله لقد سجد أكثر من سبعين مرة، فعلمت أنه لا يرجع إلى دين.

قال: وكان يزعم أنه رأى رسول الله في اليقظة، ويذكر على المنبر أنه كلَّما أشكل عليه أمر سأل رسول الله عنه فدله على الصواب. قال: وسمعته يومًا يحكي حكاية، فلما نزل سألته عنها، فقال: أنا وضعتها.

وقال ابن الجوزي (٣): كان أيضًا يتعصَّب لإبليس ويعذره حتى قال يومًا: لم يدر ذلك المسكين أن أظافير القضاء إذا حكَّت أدْمَت، وقسي القدر إذا رمَت أصمت. وحضر يوسف بن أيوب الهمذاني مجلسه فقال: مدد كلام هذا شيطاني لا ربَّاني، ذهب دينه والدُّنيا لا تبقى له.


(١) نفسه ٩/ ٢٦١.
(٢) نفسه ٩/ ٢٦١.
(٣) المنتظم ٩/ ٢٦١ - ٢٦٢.