كان إمام الجامع المنيعي بنيسابور، وكان مفتيًا، عالمًا، يعرف مذهب الشافعي، وفيه تواضع وخير.
ولد سنة خمسٍ وأربعين وأربعمائة، وتفقه عند إمام الحرمين أبي المعالي، وسمع: أبا بكر البيهقي، وأبا الحسن علي بن أحمد الواحدي، وأخاه أبا القاسم عبد الرحمن بن أحمد، وأبا القاسم القشيري، وغيرهم.
روى عنه: ابن عساكر، وابن السمعاني، وأبو الخير أحمد بن إسماعيل القزويني، وأبو الفضائل محمد بن فضل الله السالاري، وأبو سعد عبد الله بن عمر الصفار، ومنصور بن عبد المنعم الفراوي، وأبو المحاسن أحمد بن محمد الشوكاني الحافظ، وأبو الحسن المؤيد الطوسي، وآخرون.
قال ابن السمعاني: فمن جملة ما سمعت منه بنيسابور كتاب معرفة السنن والآثار للبيهقي في خمس مجلدات، ورأيت في جزأين منه سماعًا ملحقًا، وذكر أبو محمد عبد الله بن محمد بن حبيب الحافظ أنه طالع أصل البيهقي، فلم يجد سماع شيخنا عبد الجبار في جزأين، وذكر شيخنا عبد الجبار أنه وجد سماعه بالجزأين، وأنا قرأت الجزأين ببيهق على القاضي الحسين بن أحمد بن فطيمة، وكان الكتاب كله سماعه.
قال ابن حبيب العامري المذكور: تصفحت الكتاب ورقةً ورقة، فوجدت سماعه، إلا في جزأين، أحدهما الخامس والأربعون، وهو من أول كتاب النكاح إلى آخر تسري العبد، والجزء السادس والخمسون، أوله ترجمة ما يحرم من الإسلام، وآخره حد اللواط، وسماعه في سنة ثلاثٍ وخمسين، وأكثره بقراءة والده محمد.
قال السمعاني: وكتب شيخنا عبد الجبار بخطه: قد وجدت في الأصل سماعنا في الجزء الخامس والأربعين، والجزء السادس والخمسين من الأصل وقت قراءة الكتاب علي من نسخة الأصل بنيسابور في شهور سنة اثنتي عشرة وخمسمائة، كتبه عبد الجبار بن محمد، بعد وقوفه على سماع جملة الكتاب على المصنف، توفي في تاسع عشر شعبان.