للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال السلمي: سمعته يقول في ﴿وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً﴾ قال: مواعيد الأحبة وإن اختلفت، فإنها تؤنس، كنا صبيانًا ندور على الشط ونقول:

ماطليني وسوفي … وعديني ولا تفي

واتركيني مولها … أو تجودي وتعطفي

قال الخطيب (١): حدثنا محمد بن محمد الطاهري: قال: سمعت ابن سمعون يذكر أنه أتى بيت المقدس ومعه تمر، فطالبته نفسه برطب، فلامها، فعمد إلى التمر وقت إفطاره فوجده رطبًا، فلم يأكل منه وتركه، فلما كان ثاني ليلة وجده تمرًا.

وقال الخطيب (٢): سمعت أحمد بن علي البادا، قال: سمعت أبا الفتح القواس يقول: لحقتني إضاقة، فأخذت قوسًا وخفين، وعزمت على بيعهما، فقلت: أحضر مجلس ابن سمعون، ثم أبيعهما، فحضرت، فلما فرغ ناداني: يا أبا الفتح لا تبع الخفين والقوس، فإن الله سيأتيك برزق، أو كما قال.

وقال الخطيب (٣): حدثني شرف الوزراء أبو القاسم علي بن الحسن، قال: حدثني أبو طاهر محمد بن علي ابن العلاف، قال: حضرت أبا الحسين يومًا وهو يعظ، وأبو الفتح القواس إلى جنب الكرسي، فنعس، فأمسك أبو الحسين عن الكلام ساعة، حتى استيقظ أبو الفتح، ورفع رأسه، فقال له أبو الحسين: رأيت رسول الله في نومك؟ قال: نعم. فقال: لذلك أمسكت خوفًا أن تنزعج.

وقال الخطيب (٤): حدثني رئيس الرؤساء الوزير، قال: حدثنا أبو علي بن أبي موسى الهاشمي، قال: حكى لي مولى الطائع لله أن الطائع أمره فأحضر ابن سمعون، فرأيت الطائع غضبانًا، وكان ذا حدة، فأحضرت ابن


(١) تاريخه ٢/ ٩٧.
(٢) تاريخه ٢/ ٩٧ - ٩٨.
(٣) تاريخه ٢/ ٩٨.
(٤) تاريخه ٢/ ٩٨ - ٩٩.