للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فرآه، فقال الشيخ: سبحان الله، رجل يومئ إليه بالزهد يعارض الله في أفعاله، وما هنا محرم ولا منكر؟! فطفق ذلك الرجل يشهق ويبكي، وذكر الحكاية.

سمعت أبا نصر عبد السيد بن الصباغ يقول: حضرتُ عند القزويني فدخل عليه أبو بكر ابن الرحبي فقال: أيها الشيخ، أي شيء أمرتني نفسي أخالفها؟ فقال: إن كنت مريدا، فنعم، وإن كنت عارفا، فلا. فانصرفت وأنا مفكر وكأنني لم أصوبه. فرأيتُ في النوم ليلتي شيئا أزعجني، وكأن من يقول لي: هذا بسبب ابن القزويني، يعني لما أخذت عليه.

وحدثني أبو القاسم عبد السميع الهاشمي عن الزاهد عبد العزيز الصحراوي قال: كنت أقرأ على القزويني، فجاء رجل مغطى الوجه، فوثب الشيخ إليه وصافحه وجلس معه بين يديه ساعة، ثم قام وشيعه. فاشتد عجبي وسألت صاحبي: من هذا؟ فقال: أوما تعرفه؟ هذا أمير المؤمنين القادر بالله.

وحدثنا أحمد بن محمد الأمين، قال: رأيت الملك أبا كاليجار قائما يشير إليه أبو الحسن بالجلوس فلا يفعل.

وحدثني علي بن محمد الطراح الوكيل قال: رأيت الملك أبا طاهر بن بويه قائما بين يدي أبي الحسن يومئ إليه ليجلس فيأبى.

ثم حكى ابن المجلي له عدة كرامات منها شهود عرفة وهو ببغداد، ومنها ذهب إلى مكة فطاف ورجع من ليلته.

وقد أخبرنا ابن الخلال، قال: أخبرنا جعفر، قال: أخبرنا السلفي قال: سمعت جعفر بن أحمد السراج يقول: رأيت على أبي الحسن القزويني الزاهد ثوبا رفيعا لينا، فخطر ببالي كيف مثله في زهده يلبس مثل هذا؟ فقال لي في الحال بعد أن نظر إلي: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} وحضرنا عنده يوما للسماع إلى أن وصلت الشمس إلينا وتأذينا بحرها، فقلتُ في نفسي: لو تحول الشيخ إلى الظل. فقال لي في الحال: {قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا}

٤٩ - علي بن محمد بن علي، أبو الحسن المقرئ الرازي الحافظ الصالح.

<<  <  ج: ص:  >  >>