أخبرنا عبد الرحمن بن أبي نصر، قال: أخبرنا علي بن أبي العقب، قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن عائذ، قال: حدّثني الوليد، قال: أخبرني معاوية بن سلاّم، عن جدّه أبي سلام الأسود، عمّن حدّثه أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: بينا أنا بأعلى مكة، إذا براكب عليه سواد فقال: هل بهذه القرية رجل يقال له أحمد؟ فقلت ما بها أحمد ولا محمد غيري، فضرب ذراع راحلته فاستناخت، ثم أقبل حتى كشف عن كتفي حتى نظر إلى الخاتم الذي بين كتفيّ فقال: أنت نبيّ الله؟ قلت: ونبيّ أنا؟ قال: نعم. قلت: بم أبعث؟ قال: بضرب أعناق قومك، قال: فهل من زاد؟ فخرجت حتى أتيت خديجة فأخبرتها، فقالت: حريّا أو خليقا أن لا يكون ذلك، فهي أكبر كلمة تكلّمت بها في أمري، فأتيته بالزّاد، فأخذه وقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى زوّدني نبيّ الله - صلى الله عليه وسلم - طعاما، وحمله لي في ثوبه.
[ذكر زيد بن عمرو بن نفيل رحمه الله]
قال موسى بن عقبة: أخبرني سالم أنّه سمع أباه يحدّث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنّه لقي زيد بن عمرو بن نفيل أسفل بلدح، وذلك قبل الوحي، فقدّم إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سفرة فيها لحم، فأبى أن يأكل وقال: لا آكل ممّا يذبحون على أنصابهم، أنا لا آكل إلاّ مما ذكر اسم الله عليه. رواه البخاري؛ وزاد في آخره: فكان يعيب على قريش ذبائحهم، ويقول: الشّاة خلقها الله، وأنزل لها من السّماء الماء، وأنبت لها من الأرض، ثم تذبحونها على غير اسم الله؟ إنكارا لذلك وإعظاما له. ثم قال البخاري: قال موسى: حدّثني سالم بن عبد الله، ولا أعلم إلاّ يحدّث به عن ابن عمر: أن زيد بن عمرو بن نفيل خرج إلى الشّام يسأل عن الدّين ويتبّعه، فلقي عالما من اليهود، فسأله عن دينهم فقال: إنّي لعلّي أن أدين دينكم، قال: إنّك لا تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله. قال زيد: ما أفرّ إلاّ من غضب الله، ولا أحمل من غضب الله شيئا أبدا، وأنا أستطيعه، فهل تدلّني على غيره؟ قال: ما