قال: إنّي أخشى أن يكون بي لمم، فقلن: ما كان الله ليبتليك بالشيطان، وفيك من خصال الخير ما فيك، فما الذي رأيت؟ قال: إنّي كلّما دنوت من صنم منها تمثّل لي رجل أبيض طويل يصيح: وراءك يا محمد لا تمسّه قالت: فما عاد إلى عيد لهم حتى نبّئ.
وقال أبو أسامة: حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أسامة بن زيد، عن أبيه قال: كان صنم من نحاس يقال له إساف أو نائلة يتمسّح المشركون به إذا طافوا، فطاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وطفت معه، فلما مررت مسحت به، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تمسّه، قال زيد: فطفنا فقلت في نفسي: لأمسّنّه حتى أنظر ما يكون، فمسحته، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ألم تنه. هذا حديث حسن. وقد زاد فيه بعضهم عن محمد بن عمرو بإسناده: قال زيد: فوالله ما استلم صنما حتى أكرمه الله بالذي أنزل عليه.
وقال جرير بن عبد الحميد، عن سفيان الثّوري، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر قال: كان النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - شهد مع المشركين مشاهدهم، فسمع ملكين خلفه، وأحدهما يقول لصاحبه: اذهب بنا حتى نقوم خلف رسول الله، فقال: كيف نقوم خلفه، وإنّما عهده باستلام الأصنام قبيل؟ قال: فلم يعد بعد ذلك أن يشهد مع المشركين مشاهدهم. تفرّد به جرير، وما أتى به عنه سوى شيخ البخاريّ عثمان بن أبي شيبة. وهو منكر.
وقال إبراهيم بن طهمان: أخبرنا بديل بن ميسرة، عن عبد الكريم، عن عبد الله بن شقيق، عن أبيه، عن عبد الله بن أبي الحمساء قال: بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيعا قبل أن يبعث، فبقيت له بقية، فوعدته أن آتيه بها في مكانه ذلك. قال: فنسيت يومي والغد، فأتيته في اليوم الثالث، فوجدته في مكانه، فقال: يا فتى لقد شققت عليّ، أنا ها هنا منذ ثلاث أنتظرك. أخرجه أبو داود.
وأخبرنا الخضر بن عبد الرحمن الأزدي، قال: أخبرنا أبو محمد بن البن، قال: أخبرنا جدّي، قال: أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أبي العلاء، قال