٤١٥ - يزيد بن مزيد بن زائدة، الأمير أبو خالد الشيباني، أحد الأبطال المذكورين والأجواد الممدحين، وهو ابن أخي معن بن زائدة.
ولي إمرة اليمن للرشيد، وولي أرمينية وأذربيجان معا للرشيد سنة ثلاث وثمانين، وهو الذي ظفر بالوليد بن طريف رأس الخوارج.
وكان يزيد مع كمال شجاعته من دهاة العرب، ما زال يقابل ابن طريف بالجيوش ويقاتله إلى أن أهلكه بعد أن بارزه بنفسه، وبقيت مبارزتهما نحو ساعتين من النهار أو أكثر، حتى تعجب منهما الجمعان، ثم أمكنت يزيد الفرصة فضرب رجل ابن طريف فسقط، وكان من بني شيبان أيضا، فلما قدم يزيد على الرشيد قال: يا يزيد، ما أكثر أمراء المؤمنين في قومك. قال: نعم، إلا أن منابرهم الجذوع.
وقيل فيما حكاه ابن خلكان: إن الرشيد لما جهزه إلى حرب ابن طريف الشيباني أعطاه ذا الفقار سيف النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: خذه، فإنك ستنصر به. وفي ذلك يقول مسلم بن الوليد:
أذكرت سيف رسول الله سنته وبأس أول من صلى ومن صاما يريد بأس علي رضي الله عنه.
وعن عمر بن متوكل، عن أمه قالت: كان ذو الفقار مع محمد بن عبد الله بن حسن يوم قُتِل بالمدينة، فلمَّا أحس بالموت دفع ذا الفقار إلى رجل معه كان له عليه أربعمائة دينار، وقال: خذه فإنك لا تلقى طالبيا إلا أخذه منك وأعطاك حقك. فلما ولي جعفر بن سليمان العباسي المدينة واليمن دعا الرجل وأخذ منه السيف، وأعطاه أربعمائة دينار، فلم يزل عنده حتى ولي المهدي، فبلغه خبره، فأخذه منه، ثم صار إلى الرشيد.
وقال الأصمعي: رأيت الرشيد متقلدا سيفا، فقال: ألا أريك ذا الفقار؟