للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لَهُ ديوان صغير؛ كَانَ مجموع الفضائل.

لما ضاقت بِهِ الحال بالموصل وعزم عَلَى قصد الملك الصالح طلائع بْن رُزّيك وزير مصر، كتب إلى الشريف ضياء الدّين زَيْد بْن مُحَمَّد نقيب المَوْصِل (١):

وذات شجوٍ أسالَ البَيْنُ عَبْرَتَها … باتت تُؤمِّلُ بالتّقييد إمساكي

لجَّت فَلَمَّا رأتْني لا أُصيخُ لها … بكتْ فأقرحَ قلبي جفنها الباكي

قالت وقد رأت الأجمال مخدجة … والبَيْنُ قَدْ جمع المشكُوَّ والشّاكي:

منْ لي إذا غبتَ فِي ذا المحْلِ قُلْتُ لها … اللَّه وابنُ عُبَيْد اللَّه مولاكِ

فَقَام النقيب بواجب حقها مدة غيبته بمصر.

ومدح ابن رزيك بالقصيدة الكافية التي يقول فيها (٢):

أأمدحُ التُّرْكَ أبغي الفضلَ عندهُمُ … والشِّعرُ ما زال عِنْد التُّركِ متروكا؟

لا نِلتُ وصْلَكِ إنْ كَانَ الَّذِي زعموا … ولا شفا ظَمَأي جودُ ابنِ رُزِّيكا

ثُمَّ تقلّبت بِهِ الأحوال، وتولى التدريس بحمص. ثُمَّ قدِم عَلَى السّلطان صلاح الدّين، فأحسن إِلَيْهِ، وله فِيهِ مدائح جيدة.

ومن شعره (٣):

يُضْحِي يُجَانُبني مُجانَبَةَ العِدَى … ويَبيتُ وَهُوَ إلى الصّباح نديمُ

ويمرُّ بي يخشى الرقيبَ فلفظُه … شتمٌ، وغنجُ لحاظِه تسليم

وله (٤):

قالوا: سلا، صدقوا، عن السلـ … ـوان ليس عن الحبيب

قالوا: فلم ترك الزيا … رة؟ قلت: من خوف الرقيب

قالوا: فكيف تعيش … مَعَ هَذَا؟ فقلتُ: منَ العجيبِ


(١) الأبيات في ديوانه ١٨٢ (بتحقيق الدكتور عبد الله الجبوري).
(٢) تنظر تكملة الديوان، وهما من قصيدة طويلة ٢١٩ - ٢٢٣.
(٣) تكملة الديوان ٢٣٠.
(٤) هذه الأبيات ليست له، توهم المصنف حين نقلها من وفيات الأعيان لابن خلكان ٣/ ٦٠ إذ جاءت في آخر ترجمته ولكنها للشريف أبي عبد الله زيد بن محمد الحسيني نقيب العلويين بالموصل والمتوفى بها في سنة ٥٦٣.