متوجهًا إلى الحرب، فكُسر وأُسر كثير من أصحابه، فظن أن ذلك بدعوة الشيخ، فجاء وقبل يديه، وسأله العفو.
وكان تقي الدين عمر ابن أخي صلاح الدين له مواضع يباعُ فيها المزرُ. فكتب ورقةً إلى صلاح الدين فيها: إن هذا عمر لا جبره الله يبيع المزر. فسيرها إلى عمر وقال: لا طاقة لنا بهذا الشيخ فأرضه. فركب إليه، فقال له حاجبه ابن السلار: قف بباب المدرسة وأسبقك. فأُوطئ لك. فدخل وقال: إن تقي الدين يسلم عليك. فقال: لا تقل تقي الدين بل شقي الدين لا سلم الله عليه.
قال: إنه يعتذر ويقول: ليس لي موضع يباع فيه المزر. فقال: يكذب. فقال: إن كان هناك موضع مزرٍ فأرناه. فقال: ادنُ. وأمسك ذؤابتيه وجعل يلطم على رأسه وخديه ويقول: لست مزارًا فأعرف مواضع المزر، فخلصوه من يده، فخرج إلى تقي الدين وقال: سلمتُ وفديتك بنفسي.
وعاش هذا الشيخ عُمره لم يأخذ درهمًا من مال الملوك، ولا أكل من وقف المدرسة لقمةً، ودُفن في الكساء الذي صحبه من خُبوشان. وكان بمصر رجل تاجر من بلده يأكل من ماله. وكان قليل الرزء، ليس له نصيب في لذات الدنيا.
ودخل يومًا القاضي الفاضل لزيارة الشافعي، فوجده يُلقي الدرس على كُرسي ضيق، فجلس على طرفه وجنبه إلى القبر، فصاح به: قم قم ظهرك إلى الإمام. فقال: إن كنتُ مستدبره بقالبي فأنا مستقبله بقلبي، فصاح فيه أخرى وقال: ما تعبدنا بهذا. فخرج وهو لا يعقل.
توفي في ذي القعدة.
٢٨٠ - محمود بن محمد بن الحسين، الفقيه أبو القاسم القزويني، الشافعي، الواعظ.
ولد سنة سبع وعشرين وخمسمائة، وحدث بمصر عن أبي شجاع عمر بن محمد البسطامي، وأبي القاسم ابن عساكر، والسلفي.
ودرس بمشهد الحسين مدةً. ووعظ.
وتوفي في صفر.
٢٨١ - نور العين بنت أبي بكر بن أحمد بن أبي الليات الحربية البغدادية.