ثلاث وأربعمائة مجلسا، وذلك بعد أن كُف بصره، وسمعته يقول: وُلِدتُ سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، وأول سماعي من الصفار سنة سبع وثلاثين.
وقال أبو القاسم الأزهري: أرسل بعض الوزراء إلى ابن رزقويه بمال فرده تورعا، وكان ابن رزقويه يذكر أنه درس الفقه على مذهب الشافعي.
قال الخطيب: وسمعته يقول: والله ما أحب الحياة لكسب ولا تجارة، ولكن لذكر الله وللتحديث. وسمعتُ البرقاني يوثق ابن رزقويه.
قلت: وروى عنه أبو الحسين محمد ابن المهتدي بالله، ومحمد بن علي الحندقوقي الشاعر، وعبد العزيز بن طاهر الزاهد، ومحمد بن إسحاق الباقرحي، ونصر وعلي ابنا أحمد بن البطر، وعبد الله بن عبد الصمد ابن المأمون، وأبو الغنائم محمد بن أبي عثمان.
٥٥ - محمد بن أحمد بن محمد بن فارس بن سهل، الحافظ أبو الفتح بن أبي الفوارس، وهي كنية سهل.
ولد ببغداد سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، وسمع سنة ست وأربعين فما بعدها من أحمد بن الفضل بن خُزيمة، وجعفر بن محمد الخُلدي، ودعلج بن أحمد، وأبي بكر النقاش، وأبي عيسى بكار بن أحمد، وأبي بكر الشافعي، وأبي علي ابن الصواف، وأبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم، وخلق كثير. ورحل إلى البصرة وبلاد فارس وخُراسان، وكتب وصنف.
قال الخطيب: وكان ذا حفظ ومعرفة وأمانة، مشهورا بالصلاح، انتخب على المشايخ. حدث عنه أبو بكر البرقاني، وأبو سعد الماليني، وقرأت عليه قطعةً من حديثه، وكان يملي في جامع الرصافة، وتوفي في ذي القعدة.
قلت: وروى عنه أبو علي ابن البناء، وأبو الحسين ابن المهتدي بالله، ومالك بن أحمد البانياسي، وآخرون.
قال الحاكم: أول سماع ابن أبي الفوارس من أبي بكر النجاد.