قال: لا والله، ما أقدر على ذلك، فهيأ عبد الله بن صفوان قوما وعقد لهم لواء، وأخذ بهم من أسفل مكة، فلم يشعر أنيس الأسلمي إلا بالقوم وهم على عسكر عمرو، فالتقوا، فقتل أنيس، وركب مصعب بن عبد الرحمن بن عوف في طائفة إلى عمرو فلقوه، فانهزم أصحابه والعسكر أيضا.
وجاء عبيدة بن الزبير إليه، فقال: يا أخي، أنا أجيرك من عبد الله، وجاء به أسيرا والدم يقطر على قدميه، فقال: قد أجرته، قال عبد الله: أما حقي فنعم، وأما حق الناس فلأقتصن منه لمن آذاه بالمدينة!
وقال: من كان يطلبه بشيء فليأت، فجعل الرجل يأتي، فيقول: قد نتف شفاري، فيقول: قم فانتف أشفاره، وجعل الرجل يقول: قد نتف لحيتي، فيقول: انتف لحيته.
فكان يقيمه كل يوم، ويدعو الناس للقصاص منه، فقام مصعب بن عبد الرحمن فقال: قد جلدني مائة جلدة، فأمره فضربه مائة جلدة فمات، وأمر به عبد الله فصلب.
رواه ابن سعد عن الواقدي، وقال: بل صح من ذلك الضرب، ثم مر به ابن الزبير بعد إخراجه من السجن، فرآه جالسا بفناء منزله فقال: ألا أراه حيا، فأمر به فسحب إلى السجن، فلم يبلغه حتى مات. فأمر به عبد الله، فطرح في شعب الخيف، وهو الموضع الذي صلب فيه عبد الله بعد.
٨٠ - خ م د ت ن: عمرو بن شرحبيل، أبو ميسرة الهمداني الكوفي.
روى عن: عمر، وعلي، وابن مسعود. وكان سيدا صالحا عابدا، إذا جاءه عطاء تصدق به رحمه الله.
روى عنه: أبو وائل، والشعبي، والقاسم بن مخيمرة، وأبو إسحاق السبيعي، وجماعة.
الأعمش عن شقيق قال: ما رأيت همدانيا أحب إلي من أن أكون في مسلاخه، من عمرو بن شرحبيل.
شريك، عن عاصم، عن أبي وائل: ما اشتملت همدانية على مثل أبي ميسرة، قيل: ولا مسروق؟ فقال: ولا مسروق.
أبو إسحاق، عن أبي ميسرة، وقيل له: ما يحبسك عند الإقامة؟ قال: