للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فعسكر فالتقاه العسكر العراقي فقتل زيد في المعركة، ثم صلب فبقي معلقاً أربعة أعوام (١)، ثم أنزل فأحرق فإنا لله وإنا إليه راجعون.

قال يعقوب الفسوي: كان قدم الكوفة وخرج بها لكونه كلم هشام بن عبد الملك في دين ومعونة فأبى عليه وأغلظ له.

وقد سئل عيسى بن يونس عن الرافضة، والزيدية فقال: أما الرافضة فإنهم جاءوا إلى زيد بن علي حين خرج فقالوا: تبرأ من أبي بكر، وعمر حتى نكون معك، فقال: لا بل أتولاهما وأبرأ ممن يبرأ منهما، قالوا: إذاً نرفضك فسميت الرافضة. وأما الزيدية فقالوا بقوله وحاربوا معه فنسبوا إليه.

وقال إسماعيل السدي، عن زيد بن علي قال: الرافضة حربي وحرب أبي في الدنيا والآخرة، مرقوا علينا كما مرقت الخوارج على علي .

وروى عبد الله بن أبي بكر العتكي، عن جرير بن حازم قال: رأيت النبي في المنام كأنه متساند إلى خشبة زيد بن علي، وهو يقول: هكذا تفعلون بولدي.

وقال عباد بن يعقوب، وهو رافضي ضال لكنه صادق، وهذا نادر، أخبرنا عمرو بن القاسم قال: دخلت على جعفر بن محمد، وعنده أناس من الرافضة فقلت: إن هؤلاء يبرؤون من عمك زيد، فقال: برئ الله ممن تبرأ منه، كان والله أقرأنا لكتاب الله، وأفقهنا في دين الله، وأوصلنا للرحم ما ترك فينا مثله.

وقال المطلب بن زياد: جاء رجل إلى زيد بن علي فقال: أنت الذي تزعم أن الله أراد أن يعصى؟ فقال زيد: أفيعصى عنوة.

وروى هاشم بن البريد، عن زيد بن علي قال: كان أبو بكر إمام الشاكرين، ثم تلا ﴿وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾


(١) ذكر ذلك ابن سعد في الطبقات ٥/ ٣٢٦ والمزي في تهذيب الكمال ١٠/ ٩٨.