للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على التشدد في المحنة. ودعا الناس إلى القول بخلق القرآن. ويقال: إن الواثق رجع عن ذلك القول قبل موته.

وقال عبيد الله بن يحيى: حدثنا إبراهيم بن أسباط بن السكن قال: حمل رجل فيمن حمل، مكبل بالحديد من بلاده، فأدخل. فقال ابن أبي دؤاد: تقول أو أقول؟ قال: هذا أول جوركم. أخرجتم الناس من بلادهم، ودعوتموهم إلى شيء. لا، بل أقول. قال: قل. والواثق جالس. فقال: أخبرني عن هذا الرأي الذي دعوتم الناس إليه، أعلمه رسول الله ، فلم يدع الناس إليه، أم شيء لم يعلمه؟ قال: علمه. قال: فكان يسعه أن لا يدعو الناس إليه، وأنتم لا يسعكم. قال: فبهتوا. قال: فاستضحك الواثق، وقام قابضا على فمه، ودخل بيتا ومد رجليه وهو يقول: وسع النبي أن يسكت عنه ولا يسعنا. فأمر أن يعطى ثلاث مائة دينار، وأن يرد إلى بلده.

وعن طاهر بن خلف: سمعت المهتدي بالله ابن الواثق يقول: كان أبي إذا أراد أن يقتل رجلا أحضرنا. فأتي بشيخ مخضوب مقيد، وقال أبي: ائذنوا لابن أبي دؤاد وأصحابه. وأدخل الشيخ فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين. فقال: لا سلم الله عليك. قال: بئس ما أدبك مؤدبك. قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾.

قلت: هذه حكاية منكرة، ورواتها مجاهيل، لكن نسوقها.

قال: فقال ابن أبي دؤاد: يا أمير المؤمنين الرجل متكلم. فقال له: كلمه. فقال: يا شيخ ما تقول في القرآن؟ قال: لم تنصفني، ولي السؤال. قال: سل يا شيخ قال: ما تقول في القرآن؟ قال: مخلوق. قال: هذا شيء علمه رسول الله وأبو بكر وعمر والخلفاء، أم شيء لم يعلموه؟ فقال: شيء لم يعلموه. فقال: سبحان الله، شيء لم يعلموه أعلمته أنت؟ قال: فخجل وقال: أقلني. قال: والمسألة بحالها؟ قال: نعم. قال: ما تقول في القرآن؟ قال: مخلوق، قال: شيء علمه رسول الله ؟ قال: علمه. قال: علمه ولم يدع إليه الناس؟ قال: نعم. قال: أفلا وسعك ما وسعه ووسع الخلفاء بعده. فقام أبي فدخل الخلوة، واستلقى وهو يقول: شيء لم يعلمه النبي ، ولا أبو بكر، ولا عمر، ولا عثمان، ولا علي، علمته أنت؟ سبحان الله؛ علموه ولم يدعوا الناس إليه، أفلا وسعك ما وسعهم؟ ثم أمر برفع قيود الشيخ، وأمر