قال لي ابن مؤمن: وآخر درس عمله، عمله بداره، فطلب إليه الفقهاء، وأنا حاضر، فبقي يلقي الكلمات من درسه ثم يغيب من قوة الضعف. وبقي يطلب إليه الفقهاء ويودعهم ويقول: قد عرض لنا سفر فاجعلونا في حل. وبقينا نتعجب من سفره وقد كبر وضعف، فلما كان بعد ثلاثة أيام أو نحوها توفي إلى - رحمة الله - وعد ذلك من كراماته.
ثم حدثني ابن مؤمن، قال: حدثنا القدوة علي الواسطي، قال: قال لنا الشيخ قبل موته بنحو أسبوع: قد عزمت على السفر إلى شيراز في يوم كذا، وأظنني في ذلك اليوم أموت. فاتفق موته في ذلك اليوم.
٢٠٤ - أحمد ابن الزين إبراهيم بن أحمد بن عثمان ابن القواس، الدمشقي، العدل، شمس الدين.
كان ثقة، خيرًا، حسن السمت، روى عن الرشيد ابن مسلمة. ومات في شعبان، له حضور على ابن قميرة.
٢٠٥ - أحمد بن عبد الله بن عبد المطلب، الدمشقي، الفقير، المعروف بالجازور.
روى عن الشرف المرسي، والصدر البكري، حدث عنه ابن الخباز، والبرزالي. وكان شيخًا صالحًا، قانعًا باليسير، لازمًا لمجالس الحديث، توفي.
توفي في أواخر العام.
٢٠٦ - أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن إبراهيم، شيخ الحرم، محب الدين، أبو العباس الطبري، المكي، الشافعي، الفقيه، الزاهد، المحدث.
ولد سنة خمس عشرة وستمائة. وسمع من ابن المقير، وشعيب الزعفراني، وابن الجميزي، والمرسي، وعبد الرحمن بن أبي حرمي العطار، وجماعة. وتفقه ودرس وأفتى، وكان شيخ الشافعية ومحدث الحجاز، صنف كتابًا كبيرًا إلى الغاية في الأحكام رأيته في ست مجلدات، وتعب عليه مدة. ورحل إلى اليمن، وأسمعه للسلطان صاحب اليمن.
روى عنه الدمياطي قصيدة من نظمه، وابن العطار، وابن الخباز،