للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجع الرجل؟ قال الآخر: مطبوب، قال: من طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم، قال: فبم؟ قال: في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر، قال: فأين هو؟ قال: في ذي أروان، فانطلق رسول الله ، فلما رجع أخبر عائشة فقال: كأن نخلها رؤوس الشياطين، وكأن ماءها نقاعة الحناء، فقلت: يا رسول الله أخرجه للناس، قال: أما أنا فقد شفاني الله، وخشيت أن أثور على الناس منه شرا.

في لفظ: في بئر ذي أروان (١).

روى عمر مولى عفرة وهو تابعي أن لبيد بن أعصم سحر النبي حتى التبس بصره وعاده أصحابه، ثم إن جبريل وميكائيل أخبراه، فأخذه النبي فاعترف، فاستخرج السحر من الجب، ثم نزعه فحله، فكشف عن رسول الله ، وعفا عنه.

روى يونس، عن الزهري قال في ساحر أهل العهد: لا يقتل، قد سحر رسول الله يهودي، فلم يقتله.

وعن عكرمة أن رسول الله عفا عنه.

قال الواقدي: هذا أثبت عندنا ممن روى أنه قتله.

وقال أبو معاوية: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم قال: كانوا يقولون: إن اليهود سمت رسول الله وسمت أبا بكر.

وفي الصحيح (٢) عن ابن عباس أن امرأة من يهود خيبر أهدت لرسول الله شاة مسمومة.

وعن جابر، وأبي هريرة، وغيرهما أن رسول الله لما افتتح خيبر واطمأن جعلت زينب بنت الحارث وهي بنت أخي مرحب وامرأة سلام ابن مشكم سما قاتلا في عنز لها ذبحتها وصلتها، وأكثرت السم في الذراعين والكتف، فلما صلى النبي المغرب انصرف وهي جالسة عند رحله،


(١) أخرجه الحميدي (٢٥٩)، وأحمد ٦/ ٥٠ و ٥٧ و ٦٣ و ٩٦، والبخاري ٤/ ١٢٣ و ٤/ ١٤٨ و ٧/ ١٧٦ و ١٧٧ و ١٧٨ و ٨/ ٢٢ و ١٠٣، ومسلم ٧/ ١٤، وابن ماجة (٣٥٤٥).
(٢) أي: في الحديث الصحيح، وهو عند أحمد ١/ ٣٠٥ و ٧٣٤، وابن سعد ٢/ ١٩٩.