صبي نفق على السلطان مسعود وأحبه، وقدّمه على جميع الأمراء، وعظُم شأنه، وصار له من الأموال ما لا يُحصى، فلما مات مسعود خطب لملكشاه، وقال له: إني أريد أن أقبض عليك، وأنفِذ إلى أخيك محمد، فأخبره بذلك ليأتي فنسلّمه إليك، وتحوز المُلك، فقال: افعل، فقبض عليه، ونفّذ إلى أخيه إلى خوزستان بأني قد قبضت على أخيك، فتعال حتى أخطب لك، وأسلّم إليك السلطنة، فعرف محمد خُبثه، فجاء إلى همذان، وجاء الناس إليه يخاطبونه في أشياء، فقال: ما لكم معي كلام، وإنما خطابكم مع خاصّ بَك فمهما أشار به فهو الوالد والصاحب، والكل تحت أمره، فوصل هذا القول إلى خاص بك فاطمأن، فلما التقيا خدمه خاص بَك، وقدّم له تُحفًا وأموالًا، فأخذ الكل، وقتل خاص بك.
قال أبو الفرج ابن الجوزي: ووجد له تركة عظيمة، من جملتها سبعون ألف ثوب أطلس، وقتله في هذا العام.
٤٣٢ - رُجّار، ملك الفرنج المتغلّب على صقلية.
ملك عشرين سنة، وعاش ثمانين سنة، وهلك بالخوانيق في أوائل ذي القعدة.
وكان في أول هذا العام قد جهّز أصطولًا إلى مدينة بونة، وقدّم عليهم مملوكه فيليب المهدوي، فحاصرها، واستعان بالعرب، فأخذها في رجب، وسبى أهلها، غير أنه أغضى عن طائفة من العلماء والصالحين، وتلطّف في أشياء، فلما رجع إلى صقلية قبض عليه رُجّار لذلك، ويقال: إن فيليب كان هو وجميع خواصّه مسلمين في الباطن، فشهدوا عليه أنه لا يصوم مع الملك، فجمع له الأساقفة والقسوس، وأحرقه في رمضان، فلم يُمهَل بعده، وتملّك بعده ابنه غُليالم، فاختلّت دولتهم في زمانه.
٤٣٣ - زياد بن علي بن الموفّق بن زياد، الرئيس، أبو الفضل الزيادي، الهروي، الحنفي.