على ساقه وقال: ساقٌ كساقي هذه، وبلغني أنه قال: أهل البدع يحتجون بقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} أي في الإلهية، فأما في الصورة فهو مثلي ومثلك، قال الله تعالى:{يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ} أي في الحرمة.
وسألته يومًا عن أحاديث الصفات، فقال: اختلف الناس فيها، فمنهم من تأولها، ومنهم من أمسك، ومنهم من اعتقد ظاهرها، ومذهبي آخر هذه الثلاثة مذاهب، وكان يفتي على مذهب داود بن علي، فبلغني أنه سئل عن وجوب الغسل على من جامع ولم ينزل، قال: لا غسل عليه، الآن فعلت ذلك بأم أبي بكر، وكان بشع الصورة، زري اللباس.
وقال ابن السمعاني: حافظ مبرز في صنعة الحديث، داودي المذهب، سمع الكثير، ونسخ بخطه وإلى آخر عمره، وكان يسمع وينسخ.
وقال ابن ناصر: فيه تساهل في السماع، يتحدث ولا يصغي ويقول: يكفيني حضور المجلس، ومذهبه في القرآن مذهب سوء، مات في ربيع الآخر.
قلت: روى عنه أبو القاسم ابن عساكر، ويحيى بن بوش، وأبو الفتح المندائي، وجماعة، وخمل ذكره لبدعته.
١٢٠ - محمد بن عبد الله بن تومرت، أبو عبد الله الملقب نفسه بالمهدي المصمودي، الهرغي، المغربي، صاحب دعوة السلطان عبد المؤمن ملك المغرب.
كان يدعي أنه حسني علوي، وهو من جبل السوس في أقصى المغرب. نشأ هناك، ثم رحل إلى المشرق لطلب العلم، ولقي أبا حامد الغزالي، وإلكيا أبا الحسن الهراسي، وأبا بكر الطرطوشي، وجاور بمكة، وحصل طرفًا جيدًا من العلم.
وكان متورعًا، متنسكًا، مهيبًا، متقشفًا، مخشوشنًا، أمارًا بالمعروف، كثير الإطراق، متعبدًا، يتبسم إلى من لقيه، ولا يصحبه من الدنيا إلا عصا وركوة، وكان شجاعًا، جريئًا، عاقلًا، بعيد الغور، فصيحًا في العربي والمغربي، قد طبع على النهي عن المنكر، متلذذًا به، متحملًا المشقة والأذية فيه، أوذي بمكة لذلك، فخرج إلى مصر، وبالغ في الإنكار، فزادوا في أذاه