وأسروا، وقوي الطالبيون، وضرب أبو السرايا على الدراهم: إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا. الآية.
ثم سار أبو السرايا قدما حتى نزل بقصر ابن هبيرة، وجهز جيوشا إلى البصرة وإلى واسط فدخلوها، وواقعوا أمير واسط من جهة الحسن بن سهل فهزموه وانحاز إلى بغداد، وعظم ذلك على الحسن، فبعث يرد هرثمة بن أعين من حلوان لحرب أبي السرايا، فامتنع، فأرسل إليه ثانيا يلاطفه، فرجع هرثمة، وعقد له الحسن بن سهل على حرب أبي السرايا، وجهز معه منصور بن المهدي، فعسكر بنهر صرصر بإزاء أبي السرايا، والنهر بينهما، ثم تقهقر أبو السرايا فطلبه هرثمة، وقتل من تطرف من جنده.
ثم كانت بينه وبينه وقعة عند قصر ابن هبيرة، قتل فيها خلق من أصحاب أبي السرايا، فتحيز إلى الكوفة، وعمد محمد بن محمد والطالبيون إلى دور العباسيين بالكوفة وضياعهم، فأحرقوا ونهبوا أموالهم، وأخرجوهم من الكوفة.
ثم وجه أبو السرايا على المدينة محمد بن سليمان بن داود بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب، فدخلها ولم يقاتله أحد. ووجه على مكة والموسم حسين بن حسن الأفطس بن علي بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، فلما قرب توقف عن مكة هيبة لمن فيها، وأميرها داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي العباسي، فلما بلغ أميرها داود ذلك، جمع موالي بني العباس وعبيد حوائطهم.
وكان مسرور الخادم قد حج في تلك السنة في مائتي فارس، فقال لداود: أقم لي شخصك أو شخص بعض ولدك، وأنا أكفيك قتالهم، فقال داود: لا أستحل القتال في الحرم، ولئن دخلوا من هذا الفج لأخرجن من الفج الآخر، فقال: تسلم مكة وولايتك إلى عدوك؟ فقال داود: أي حال لي؟ والله لقد