للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والحديثان صحيحان، رواهما مسلم (١)، وفيهما طول.

وقال [عمارة بن عكرمة، عن عائشة] (٢): لما افتتحنا خيبر قلنا: الآن نشبع من التمر (٣).

وقال ابن وهب: أخبرنا يونس، عن ابن شهاب، عن أنس قال: لما قدم المهاجرون المدينة قدموا وليس بأيديهم شيء. وكان الأنصار أهل أرض، فقاسموا المهاجرين على أن أعطوهم أنصاف ثمار أموالهم كل عام، ويكفونهم العمل والمؤونة. وكانت أم أنس، وهي أم سليم، أعطت رسول الله عذاقا لها، فأعطاهن رسول الله أم أيمن مولاته أم أسامة بن زيد، فأخبرني أنس أن رسول الله لما فرغ من قتال أهل خيبر، وانصرف إلى المدينة، رد المهاجرون إلى الأنصار متاعهم، ورد رسول الله إلى أمي عذاقها، وأعطى أم أيمن مكانهن من حائطه.

قال ابن شهاب: وكان من شأن أم أسامة بن زيد أنها كانت وصيفة لعبد الله بن عبد المطلب. وكانت من الحبشة. فلما ولدت آمنة رسول الله كانت أم أيمن تحضنه حتى كبر رسول الله فأعتقها، ثم أنكحها زيد بن حارثة. ثم توفيت بعدما توفي رسول الله بخمسة أشهر. أخرجه مسلم (٤).

وقال معتمر: حدثنا أبي، عن أنس، أن الرجل كان يعطي من ماله النخلات أو ما شاء الله من ماله النبي ، حتى فتحت عليه قريظة والنضير، فجعل يرد بعد ذلك، فأمرني أهلي أن آتيه فأسأله الذي كانوا أعطوه أو بعضه، وكان النبي أعطاه أم أيمن، أو كما شاء الله، قال: فسألته، فأعطانيهن. فجاءت أم أيمن فلوت الثوب في عنقي، وجعلت تقول: كلا والله الذي لا إله إلا هو، لا يعطيكهن وقد أعطانيهن. فقال نبي الله : يا أم أيمن اتركي، ولك كذا وكذا. وهي تقول كلا والله. حتى


(١) مسلم ٢/ ١٣٨، وانظر المسند الجامع حديث (١٢٥١٨).
(٢) في الأصل بياض قدر أربع كلمات، فأضفنا ما بين الحاصرتين من البخاري.
(٣) البخاري ٥/ ١٧٨.
(٤) مسلم ٥/ ١٦٢، والبخاري ٣/ ٢١٦، ودلائل النبوة ٤/ ٢٨٧ - ٢٨٨. وانظر المسند الجامع حديث (٧٩٢).