للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تأليف الذهبي نتيجة مشاهدته لها والوقوف على أخبارها (١) حيث لم نجد ذكرًا لمصدر فيها، ووجدنا ذاتيته ظاهرة فيها نحو قوله في حوادث سنة ٦٩١ هـ عند كلامه على الكأس الذي نصبه نائب دمشق الشجاعي في مكان البرادة بجامع دمشق ووصفه له: "ثم أجرى فيه الماء … وشربنا منه" (٢)، وقوله في حوادث سنة ٦٩٤ هـ: "وفي شوال كملت عمارة الحمام الكبير والمسجد والسوق … وكان يعرف ببستان الوزير ورأيته مبقلة (٣) كبيرة" (٤)، وقوله في الجفاف الذي كان بالشام سنة ٦٩٥ هـ: "واجتمعنا لسماع البخاري ففتح الله بنزول الغيث" (٥)، وقوله في حوادث سنة ٦٩٩ هـ بعد وصفه لهزيمة جيش المماليك: "وأما نحن فوقعت يوم الخميس الظهر بطاقة مضمونها … فبتنا بليلةٍ اللهُ بها عليم وفترت الهمم عن الدعاء ودقت البشائر من الغد تطمئننا ثم تبين كذبها … " (٦)، ونحو ذلك.

أما المترجمون في هذه فقد شاهدهم واتصل بأكثرهم، وشخصيته هنا جِدُّ ظاهرة في الكتاب بحيث لم تَخْلُ ورقةٌ منها. ونحن نعلم شدة اتصاله بالعلماء آنذاك للدراسة عليهم والسماع منهم يشهدُ على ذلك معجمُ شيوخه الكبير، لذلك دوّن في الكتاب مشاهداته وانطباعاته عنهم.

ومن طرائف مشاهدات الذهبي وملاحظاته أنه كان ينقل تواريخ بعض الوفيات من لوحات المقابر (٧)، وقد زار - مثلًا - قبر أبي العلاء المعري ووصفه (٨).


(١) قد بينا سابقًا أن هذا القسم من الكتاب اقتصر على الشام ومصر، فحوادث الشام شاهدها هو، أما أخبار مصر فكانت تصل إلى دمشق أولًا بأول، بكتب تكتب من هناك، انظر مثلًا الورقة ٣٢٧، ٣٢٨، ٣٣٣، ٣٣٥ (أيا صوفيا ٣٠١٤).
(٢) الورقة ٣٢٠ (أيا صوفيا ٣٠١٤).
(٣) قوله مبقلة يعني مزرعة للبقول.
(٤) الورقة ٣٢٦ (أيا صوفيا ٣٠١٤).
(٥) الورقة ٣٢٧ من النسخة السابقة.
(٦) الورقة ٣٣٤ من النسخة السابقة.
(٧) انظر مثلًا: الورقة ١٥٧ (أيا صوفيا ٣٠١١). وقد أفاد من هذه الطريقة كثيرًا تقي الدين الفاسي المتوفى سنة ٨٣٢ هـ في كتابه "العقد الثمين".
(٨) الورقة ٤٧٠ (أيا صوفيا ٣٠٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>