زرديات وخوذة، وعشرة تخوت من الثياب، وسفط فيه عود وكافور وعنبر، وسفط فيه دنانير، فقبل منه وطاب قلبه. وأقر المستنجد أصحاب الولايات، وأزال المكوس والضرائب.
توفي في ثامن ربيع الآخر. وكان موصوفًا بالعدل والرفق. أطلق من المكوس شيئًا كثيرًا، بحيث لم يترك بالعراق مكسًا فيما نقل صاحب الروضتين وقال: كان شديدًا على المفسدين والعوانية. سجن رجلًا كان يسعى بالناس مدة، فحضر رجل وبذل فيه عشرة آلاف دينار، فقال: أنا أعطيك عشرة آلاف دينار، ودلني على آخر مثله لأحبسه وأكف شره.
ومن أخبار المستنجد، قال ابن الأثير: كان أسمر، تام القامة، طويل اللحية. اشتد مرضه، وكان قد خافه أستاذ الدار عضد الدين أبو الفرج ابن رئيس الرؤساء، وقطب الدين قايماز المقتفوي أكبر الأمراء، فلما اشتد مرض الخليفة اتفقا وواضعا الطبيب على أن يصف له ما يؤذيه، فوصف له الحمام، فامتنع لضعفه، ثم أدخلها، فأعلق عليه باب الحمام، فمات. هكذا سمعت غير واحد ممن يعلم الحال.
قال: وقيل إن الخليفة كتب إلى وزيره مع طبيبه ابن صفية يأمره بالقبض على قايماز وابن رئيس الرؤساء وصلبهما. فاجتمع ابن صفية بابن رئيس الرؤساء، وأعطاه خط الخليفة، فاجتمع بقايماز ويزدن، وأراهما الخط، فاتفقوا على قتل الخليفة، فدخل إليه يزدن، وقايماز العميدي، فحملاه، وهو يستغيث، إلى الحمام وأغلقاه عليه فتلف.
قال: ولما مرض المستنجد أرجف بموته، فركب الوزير بالأمراء والسلاح، فأرسل إليه عضد الدين يقول: إن أمير المؤمنين قد خف، وأقبلت العافية. فعاد الوزير إلى داره. وعمد عضد الدين ابن رئيس الرؤساء وقايماز، فبايعا المستضيء بالله أبا محمد الحسن ابن المستنجد.
قال ابن النجار: كان المستنجد موصوفًا بالفهم الثاقب، والرأي