روح القدس قد نزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمر بالبيعة، فاخْرُجوا على اسم الله فبايعوا، فثار المسلمون إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو تحت الشجرة، فبايعوه على أن لا يفروا أبدا. فذكر القصة بطولها، وفيها: فقال المسلمون - وهم بالحديبية بل أن يرجع عثمان بن عفان -: خلص عثمان من بيننا إلى البيت فطاف به. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما أظنه طاف بالبيت ونحن محصورون. قالوا: وما يمنعه يا رسول الله وقد خلص؟ قال: ذلك ظني به أن لا يطوف بالكعبة حتى يطوف معنا. فرجع إليهم عثمان، فقال المسلمون: اشتفيت يا أبا عبد الله من الطواف بالبيت؟ فقال عثمان: بئس ما ظننتم بي، فوالذي نفسي بيده لو مكثت بها مقيما سنة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقيم بالحديبية ما طفت بها حتى يطوف بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولقد دعتني قريش إلى الطواف بالبيت فأبيت.
وقال البكائي، عن ابن إسحاق: فحدثني عبد الله بن أبي بكر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال - حين بلغه أن عثمان قد قتل -: لا نبرح حتى نناجز القوم. فدعا الناس إلى البيعة. فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة. فكان الناس يقولون: بايعهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الموت، وكان جابر يقول: لم يبايعنا على الموت ولكن بايعنا على أن لا نفر.
وقال يونس، عن ابن إسحاق: حدثني بعض آل عثمان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضرب بإحدى يديه على الأخرى وقال: هذه لي وهذه لعثمان إن كان حيا. ثم بلغهم أن ذلك باطل، ورجع عثمان، ولم يتخلف عن بيعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحد إلا الجد بن قيس أخو بني سلمة. قال جابر: والله لكأني أنظر إليه لاصقا بإبط ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد ضبأ إليها يستتر بها من الناس.
وقال الحسن بن بشر البجلي: حدثنا الحكم بن عبد الملك - وليس بالقوي قاله النسائي - عن قتادة، عن أنس قال: لما أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -