قال ابن أبي الدنيا: كان أبيض، ربعة، حسن الوجه، تعلوه صفرة، وقد وخطه الشيب. أعين، طويل اللحية رقيقها. ضيق الجبين، على خده خال.
وقال الجاحظ: كان أبيض فيه صفرة. وكان ساقاه دون جسده صفراوين، كأنهما طليتان بالزعفران.
وقال ابن أبي الدنيا: قدم الرشيد طوس سنة ثلاثٍ وتسعين، فوجه ابنه المأمون إلى سمرقند. فأتته وفاة أبيه وهو بمرو.
وقال غيره: لما خلع الأمين أخاه المأمون من ولاية العهد غضب المأمون ودعا إلى نفسه بخراسان، فبايعوه في أول سنة ثمانٍ وتسعين ومائة.
وقال الخطبي: كان يكنى أبا العباس، فلما استخلف اكتنى بأبي جعفر. وأمه أم ولد اسمها مراجل، ماتت أيام نفاسها به.
وقال أيضا: دعي للمأمون بالخلافة والأمين حي في آخر سنة خمسٍ وتسعين، إلى أن قتل الأمين، فاجتمع الناس عليه، وتفرقت عماله في البلاد، وأقيم الموسم سنة ست وسنة سبعٍ باسمه، وهو مقيم بخراسان. واجتمع الناس عليه ببغداد في أول سنة ثمانٍ. وأتاه الخبر بمرو، فولى العراق الحسن بن سهل، فقدمها سنة تسعٍ، ثم بايع المأمون بالعهد لعلي بن موسى الرضا الحسيني رحمه الله، ونوه بذكره، وغير زي آبائه من لبس السواد، وأبدله بالخضرة. فغضب بنو العباس بالعراق لهذين الأمرين وخلعوه، وبايعوا إبراهيم عمه ولقبوه المبارك.
فحاربه الحسن بن سهل، فهزمه إبراهيم وألحقه بواسط. وأقام إبراهيم بالمدائن. ثم سار جيش الحسن وعليهم حميد الطوسي، وعلي بن هشام، فهزموا إبراهيم، فاختفى وانقطع خبره إلى أن ظهر في وسط خلافة المأمون، فعفا عنه.
وكان المأمون فصيحا مفوها. وكان يقول: معاوية بعمره، وعبد الملك بحجاجه، وأنا بنفسي. وقد رويت هذه عن المنصور.
وقيل: كان نقش خاتمه: المأمون عبد الله بن عبيد الله.
وروي عنه أنه ختم في بعض الرمضانات ثلاثا وثلاثين ختمة.
وقال الحسين بن فهم الحافظ: حدثنا يحيى بن أكثم قال: قال لي المأمون: أريد أن أحدث، فقلت: ومن أولى بهذا من أمير المؤمنين؟ فقال: