للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى نحوه وأطول منه المطّلب بن عبد الله بن حنطب، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاريّ، عن أبيه رضي الله عنه، وزاد: فما بقي في الجيش وعاء إلاّ ملؤوه وبقي مثله، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه وقال: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأنّي رسول الله، لا يلقى الله عبد مؤمن بها إلاّ حجب عن النّار. رواه الأوزاعيّ عنه.

وقال سلم بن زرير: سمعت أبا رجاء العطارديّ يقول: حدثنا عمران بن حصين أنّه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير فأدلجوا ليلتهم، حتى إذا كان في وجه الصّبح عرّس رسول الله فغلبتهم أعينهم حتى ارتفعت الشمس، فكان أوّل من استيقظ أبو بكر، فاستيقظ عمر بعده، فقعد عند رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل يكبر ويرفع صوته، حتى يستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمّا استيقظ والشمس قد بزغت قال: ارتحلوا، فسار بنا حتى ابيّضت الشمس، فنزل فصلّى بنا، واعتزل رجل فلم يصلّ، فلمّا انصرف قال: يا فلان ما منعك أن تصلّي معنا؟ قال: يا رسول الله أصابتني جنابة، فأمره أن يتيّمم بالصّعيد، ثم صلّى، وعجلني رسول الله صلى الله عليه وسلم في ركوب بين يديه أطلب الماء، وكنّا قد عطشنا عطشا شديدا، فبينما نحن نسير إذا نحن بامرأة سادلة رجليها بين مزادتين، قلنا لها: أين الماء؟ قالت: أي هاة فقلنا: كم بين أهلك وبين الماء؟ قالت: يوم وليلة، فقلنا: انطلقي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: ما رسول الله؟ فلم نملّكها من أمرها شيئا حتى استقبلنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدّثته أنّها موتمة، فأمر بمزادتيها فمجّ في العزلاوين العلياوين، فشربنا عطاشا أربعين رجلا حتّى روينا وملأنا كلّ قربة معنا وكلّ إداوة.

وغسّلنا صاحبنا، وهي تكاد تضرّج من الماء، ثمّ قال لنا: هاتوا ما عندكم، فجمعنا لها من الكسر والتمر، حتى صرّ لها صرّة فقال: اذهبي فأطعمي عيالك، واعلمي أنّا لم نرزأ من مائك شيئا، فلمّا أتت أهلها قالت: لقد أتيت أسحر

<<  <  ج: ص:  >  >>