الأسود الأسدي، فقال: بايع على كتاب الله وسنة نبيه، فامتنع، فأمر به مسلم فقتل.
وقال جويرية: دخل مسلم بن عقبة المدينة، ودعا الناس إلى البيعة، على أنهم خول ليزيد، يحكم في أهلهم ودمائهم وأموالهم ما شاء، حتى أتي بابن عبد الله بن زمعة، وكان صديقا ليزيد وصفيا له، فقال: بل أبايعك على أني ابن عم أمير المؤمنين، يحكم في دمي وأهلي، فقال: اضربا عنقه، فوثب مروان بن الحكم فضمه إليه، فقال مسلم: والله لا أقيله أبدا، وقال: إن تنحى مروان، وإلا فاقتلوهما معا، فتركه مروان، فضربت عنقه.
وقتل يومئذ أيضا صبرا أبو بكر بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وأبو بكر بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، ويعقوب بن طلحة بن عبيد الله.
وجاء أن معقل بن سنان ومحمد بن أبي الجهم كانا في قصر العرصة، فأنزلهما مسلم بالأمان، ثم قتلهما، وقال لمحمد: أنت الوافد على أمير المؤمنين، فوصلك وأحسن جائزتك، ثم رجعت تشهد عليه بالشرب.
وقيل: بل قال له: تبايع أمير المؤمنين على أنك عبد قن، إن شاء أعتقك، وإن شاء استرقك، قال: بل أبايع على أني ابن عم كريم، فقال: اضربوا عنقه.
وروي عن مالك بن أنس قال: قتل يوم الحرة من حملة القرآن سبعمائة.
قلت: ولما فعل يزيد بأهل المدينة ما فعل، وقتل الحسين وإخوته وآله، وشرب يزيد الخمر، وارتكب أشياء منكرة، بغضه الناس، وخرج عليه غير واحد، ولم يبارك الله في عمره، فخرج عليه أبو بلال مرداس بن أدية الحنظلي.
قال ثابت البناني: فوجه عبيد الله بن زياد جيشا لحربه، فيهم عبد الله بن رباح الأنصاري، فقتله أبو بلال.
وقال غيره: وجه عبيد الله بن زياد أيضا عباد بن أخضر في أربعة آلاف، فقاتلوا أبا بلال في سواد ميسان، ثم قتل عباد غيلة.
وقال يونس بن عبيد: خرج أبو بلال أحد بني ربيعة بن حنظلة في أربعين رجلا، فلم يقاتل أحدا ولم يعرض للسبيل، ولا سأل، حتى نفد زادهم ونفقاتهم، حتى صاروا يسألون، فبعث عبيد الله لقتالهم جيشا عليهم عبد الله بن حصن الثعلبي، فهزموا وقتلوا أصحابه، ثم بعث عليهم عباد بن أخضر، فقتلهم أجمعين.