واجتمعوا بمرو، فقاتلهم الأحنف فهزمهم وقتلهم، وكان جمعا لم يجتمع مثله قط.
وقال أيوب السختياني، عن محمد، قال: نبئت أن عمر ذكر بني تميم فذمهم، فقام الأحنف فقال: إنك ذكرت بني تميم فعممتهم بالذم، وإنما هم من الناس، فيهم الصالح والطالح، فقال: صدقت، فقام الحتات، وكان يناوئه، فقال: يا أمير المؤمنين، ائذن لي فلأتكلم، قال: اجلس، فقد كفاكم سيدكم الأحنف.
وقال علي بن زيد، عن الحسن، قال: وكتب عمر إلى أبي موسى: ائذن للأحنف، وشاوره، واسمع منه.
وقال الحسن البصري: ما رأيت شريف قوم كان أفضل من الأحنف.
وقال خالد بن صفوان: كان الأحنف يفر من الشرف، والشرف يتبعه.
وقال والد حماد بن زيد: قيل للأحنف: إنك شيخ كبير، وإن الصيام يضعفك، قال: إني أعده لسفر طويل.
وقال حماد بن زيد: حدثني زريق بن رديح، عن سلمة بن منصور، عن رجل قال: كان الأحنف عامة صلاته بالليل، وكان يضع إصبعه على السراج فيقول: حس، ثم يقول: يا أحنف ما حملك على أن صنعت كذا وكذا يوم كذا وكذا.
غيره يقول: ابن ذريح.
وقال أبو كعب صاحب الحرير: حدثنا أبو الأصفر، أن الأحنف أصابته جنابة في ليلة باردة، فلم يوقظ غلمانه، وذهب يطلب الماء، فوجد ثلجا فكسره واغتسل.
وقال مروان الأصفر: سمعت الأحنف يقول: اللهم إن تغفر لي فأنت أهل ذاك، وإن تعذبني فأنا أهل ذاك.