ويروى نحوه عن ثمامة، عن أنس، وفيه: فاسوّدت لحيته بعد ما كانت بيضاء.
وقال سعيد بن أبي مريم: أخبرنا محمد بن جعفر بن أبي كثير، قال: أخبرني سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن جدّه قتادة بن النّعمان قال: كانت ليلة شديدة الظّلمة والمطر فقلت: لو أنّي اغتنمت العتمة مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم ففعلت، فلمّا انصرف أبصرني ومعه عرجون يمشي عليه، فقال: يا قتادة هذه الساعة؟ قلت: اغتنمت شهود الصّلاة معك، فأعطاني العرجون فقال: إنّ الشّيطان قد خلفك في أهلك فاذهب بهذا العرجون فاستعن به حتى تأتي بيتك، فتجده في زاوية البيت فاضربه بالعرجون، فخرجت من المسجد فأضاء العرجون مثل الشمعة نورا، فاستضأت به فأتيت أهلي فوجدتهم رقودا، فنظرت في الزاوية فإذا فيها قنفذ، فلم أزل أضربه به، حتى خرج.
عاصم عن جدّه ليس بمتّصل، لكنّه قد روي من وجهين آخرين عن أبي سعيد الخدريّ، وأبي هريرة، وحديث أبي سعيد حديث قويّ.
وقال حرميّ بن عمارة: حدثنا عزرة بن ثابت، عن علباء بن أحمر قال: حدّثني أبو زيد الأنصاريّ قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ادن منّي. قال: فمسح بيده على رأسي ولحيتي ثم قال: اللهمّ جمّله وأدم جماله، قال: فبلغ بضعا ومائة سنة وما في لحيته بياض إلاّ نبذ يسير، ولقد كان منبسط الوجه لم يتقبض وجهه حتى مات. قال البيهقيّ: هذا إسناد صحيح موصول، وأبو زيد هو عمرو بن أخطب.
وقال عليّ بن الحسن بن شقيق: حدثنا الحسين بن واقد، قال: حدثنا أبو نهيك الأزديّ عن عمرو بن أخطب وهو أبو زيد قال: استسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته بإناء فيه ماء، وفيه شعرة فرفعتها ثمّ ناولته، فقال: اللهمّ