للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

موضوعات (١)، قد أعلمت لما اختصرت هذا المستدرك ونبهت على ذلك (٢).

سمعت (٣) أبا محمد ابن السمرقندي يقول: بلغني أن مستدرك الحاكم ذُكر بين يدي الدارقُطني، فقال: نعم، يستدرك عليهما حديث الطير. فبلغ ذلك الحاكم، فأخرج الحديث من الكتاب.

قلت: لا بل هو في المستدرك، وفيه أشياء موضوعة نعوذ بالله من الخذلان (٤).

قال ابن طاهر: ورأيت أنا حديث الطير، جمع الحاكم، في جزء ضخم بخطه فكتبته للتعجب.

قلت: وللحاكم جزء في فضائل فاطمة .

وقد قال الحاكم في ترجمة أبي علي النيسابوري الحافظ من تاريخه، قال: ذكرنا يوما ما روى سليمان التيمي، عن أنس، فمررت أنا في الترجمة، وكان بحضرة أبي علي ، وجماعة من المشايخ، إلى أن ذكرت حديث: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن. فحمل بعضهم علي، فقال أبو علي له: لا تفعل، فما رأيت أنت ولا نحن في سنه مثله، وأنا أقول: إذا رأيته رأيت ألف رجل من أصحاب الحديث.

قد مر أن الحاكم توفي في صفر سنة خمس وأربعمائة.

وذكر أبو موسى المديني في ترجمة الحاكم مفردة قال: كان دخل الحمام واغتسل، وخرج فقال: آه. وقبض روحه وهو متزر لم يلبس القميص


(١) غير المصنف رأيه في هذه النسب حينما تمكن من معرفة هذا العلم، فقال في السير: "ولعل مجموع ذلك ثلث الكتاب، بل أقل، فإن في كثير من ذلك أحاديث في الظاهر على شرط أحدهما أو كليهما، وفي الباطن لها علل خفية ومؤثرة، وقطعة من الكتاب إسنادها صالح وحسن وجيد، وذلك نحو ربعه، وباقي الكتاب مناكير وعجائب وفي غضون ذلك أحاديث نحو المئة يشهد القلب ببطلانها" (١٧/ ١٧٥ - ١٧٦).
(٢) إنما ذكر الشيء بعد الشيء في أثناء الاختصار، ولا أدلَّ على ذلك من قوله في السير: "قد اختصرته ويعوز عملًا وتحريرًا" (١٧/ ١٧٦).
(٣) القائل: ابن طاهر.
(٤) وقال في سير أعلام النبلاء ١٧/ ١٧٦: "هذه حكاية منقطعة، بل لم تقع، فإن الحاكم إنما ألف "المستخرج" في أواخر عمره، بعد موت الدارقطني بمدة".