البخاري، وقطعة جيدة من أول الوسيط، وقطعة في الأحكام، وقطعة كبيرة في تهذيب الأسماء واللغات، وقطعة مسودة في طبقات الفقهاء، وقطعة في التحقيق في الفقه إلى باب صلاة المسافر.
قال ابن العطار: وله مسودات كثيرة، فلقد أمرني مرة ببيع كراريس نحو ألف كراس بخطه، وأمرني بأن أقف على غسلها في الوراقة فلم أخالف أمره، وفي قلبي منها حسرات.
وقد وقف الشيخ رشيد الدين الفارقي على المنهاج فقال:
اعتنى بالفضل يحيى فاغتنى عن بسيط بوجيز نافع وتحلى بتقاه فضله فتجلى بلطيف جامع ناصباً أعلام علم جازماً بمقال رافعاً للرافعي فكأن ابن صلاح حاضر وكأن ما غاب عنا الشافعي وكان لا يقبل من أحد شيئا إلا في النادر ممن لا له به علقة من إقراء، أهدى له فقير مرة إبريقا فقبله، وعزم عليه الشيخ برهان الدين الإسكندراني أن يفطر عنده في رمضان فقال: أحضر الطعام إلى هنا ونفطر جملة. قال أبو الحسن: فأفطرنا ثلاثتنا على لونين من طعام أو أكثر. وكان الشيخ يجمع إدامين بعض الأوقات، وكان أمارا بالمعروف نهاء عن المنكر، لا تأخذه في الله لومة لائم؛ يواجه الملوك والجبابرة بالإنكار، وإذا عجز عن المواجهة كتب الرسائل، فمما كتبه وأرسلني في السعي فيه وهو يتضمن العدل في الرعية وإزالة المكوس، وكتب معه في ذلك شيوخنا: الشيخ شمس الدين، والزواوي، والشريشي، والشيخ إبراهيم ابن الأرموي، والخطيب ابن الحرستاني، ووضعها في ورقة إلى الخزندار، فيها:
من عبد الله يحيى النواوي، سلام الله ورحمته وبركاته على المولى المحسن، ملك الأمراء بدر الدين أدام الله له الخيرات، وتولاه بالحسنات، وبلغه من خيرات الدنيا والآخرة كل آماله، وبارك له في جميع أحواله آمين، وينهي إلى العلوم الشريفة أن أهل الشام في ضيق وضعف حال بسبب قلة الأمطار وغلاء الأسعار. وذكر فصلا طويلا، فلما وقف على ذلك أوصل الورقة التي في طيها إلى السلطان، فرد جوابها ردا عنيفا مؤلما، فتنكدت