للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان المختار محسنا إلى ابن عمر، يبعث إليه بالجوائز والعطايا لأنه كان زوج أخت المختار صفية بنت أبي عبيد، وكان أبوهما أبو عبيد الثقفي رجلا صالحا، استشهد يوم جسر أبي عبيد، والجسر مضاف إليه، وبقي ولداه بالمدينة.

فقال ابن سعد: حدثنا محمد بن عمر قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، عن أم بكر بنت المسور. وعن رباح بن مسلم، عن أبيه. وإسماعيل بن إبراهيم المخزومي، عن أبيه؛ قالوا: قدم أبو عبيد من الطائف، وندب عمر الناس إلى أرض العراق، فخرج أبو عبيد إليها فقتل، وبقي المختار بالمدينة، وكان غلاما يعرف بالانقطاع إلى بني هاشم، ثم خرج في آخر خلافة معاوية إلى البصرة، فأقام بها يظهر ذكر الحسين، فأخبر بذلك عبيد الله بن زياد، فأخذه وجلده مائة، ودرعه عباءة وبعث به إلى الطائف، فلم يزل بها حتى قام ابن الزبير فقدم عليه.

وقال الطبري في تاريخه: كانت الشيعة تكره المختار لما كان منه في أمر الحسن بن علي يوم طعن، ولما قدم مسلم بن عقيل الكوفة بين يدي الحسين نزل دار المختار، فبايعه وناصحه دكان بأبيض المدائن، فخرج ابن عقيل يوم خرج والمختار في قرية له، فجاءه خبر ابن عقيل أنه ظهر بالكوفة، ولم يكن خروجه على ميعاد من أصحابه، إنما خرج لما بلغه أن هانئ بن عروة قد ضرب وحبس، فأقبل المختار في مواليه وقت المغرب، فلما رأى الوهن نزل تحت راية عبيد الله بن زياد، فقال: إنما جئت لتنصر مسلم بن عقيل، فقال: كلا، فلم يقبل منه، وضربه بقضيب شتر عينه، وسجنه.

ثم إن عبد الله بن عمر كتب فيه إلى يزيد لما بكت صفية أخت المختار على زوجها ابن عمر، فكتب: إن ابن زياد حبس المختار، وهو صهري، وأنا أحب أن يعافى ويصلح، قال: فكتب يزيد إلى عبيد الله فأخرجه، وقال: إن أقمت بالكوفة بعد ثلاث برئت منك الذمة، فأتى الحجاز، واجتمع بابن

<<  <  ج: ص:  >  >>